ما صحة قول القائل لا إنكار في مسائل الخلاف؟



 ما صحة قول القائل لا إنكار في مسائل الخلاف ؟

هذا القول على عمومه خطأ، وما عرفناه إلا من أهل البدع الذين ينطلقون من قاعدة المعذرة والتعاون، نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.

 وهذه القاعدة هي قاعدة الإخوان المسلمين، وهي قاعدة تفتح الباب علي مصراعيه لدخول أي نحلة باطله زائغة إلى جنب أهل السنة، سواءً كانت  النحلة الباطلة الزائغة منتسبة للإسلام كالرافضة، أو غير منتسبة للإسلام كاليهود والنصارى.

 وهذه القاعدة التي يسميها النظار ومنهم القرضاوي إن لم يكن هو من منظر القاعدة في هذا العصر فهو من أكبرهم يسمونها القاعدة الذهبية ،وهي قاعدة باطلة وقد فسرت القول فيها بما فتح الله به عليَّ وبما يسره فيها في مواطن أخرى فليراجعها من شاء. هذا أولاً.

ثانيًا: مسائل الخلاف منها ما هو في أصول الدين منها ما هو في أصول الدين كالعقائد هذا ينكر على المخالف، ويثرب عليه، ويشنع عليه، ويحذر منه.

 والتحذير وعدمه أرجو أن تراجعه أنت ومن أراد من السامعين من المسلمين والمسلمات في رسالة لنا بهذا عنوانها  ((الحد الفاصل)) والظاهر أنها مطبوعة طبعتها دار ميراث النبوة بالجزائر.نعم.

أما إذا كان المخالفة في أمر اجتهادي تتنازعه الألة فلا ينكر أحد الطرفين على الآخر.

 ومن أمثلة تلك المسائل الاجتهادية على سبيل المثال يعني أقول: حكم تارك الصلاة تهاونًا مع الإقرار بوجوبها.

 فطائفه من أهل العلم قالوا بكفرة، وطائفة من أهل العلم قالوا بتفسيقه، والكل له أدلة.

 ففي هذا وأمثاله لا يثرب أحد على أحد، لأن الكل عنده أدله تسوغ مذهبه. نعم.

 وأنبه هنا إلى مقوله باطله وقاعدة باطلة وهي:  أن الصحابة اختلفوا في العقيدة، وهذا كذب والصحابة ولا غيرهم كلهم مجمعون على أصول الدين، وإنما اختلفوا في فروع من العقيدة وليست أصول، ومن تلكم الفروع: في العرش والقلم أيهما كان قبل الآخر؟

 أهل السنة بدءاً من الصحابة -رضي الله عنهم- كلهم أهل سنة ثم أئمة التابعين ثم من بعدهم، مجموعون على أن هذين المخلوقين هما أول المخلوقات العرش والقلم، وإنما اختلفوا في أيهما كما قدمنا أولًا، أيهما أولًا:

 فطائفة قالت بأولية العرش، ودليلهم:  (( وكان عرشه على الماء)) ، ((كان الله ولا شيء معه)) وفي رواية:  ((ولا شيء غيره)) ((وكان عرشه على الماء)) وهذا دليل صحيح.

والطائفة الأخرى: الذين يرجحون أوليه القلم ، دليلهم قوله -صلى الله عليه وسلم- : ((إن أول ما خلق الله القلم)) الحديث، جاء في بعض طرق وصححه العالم الإمام محدث هذا العصر الشيخ ناصر-رحمه الله-  ،وجمع الإمام بن القيم رحمه الله بين الحديثين فقال: أول شيء في هذا العالم -يعني بعد العرش -والله أعلم.نعم.



أرسل سؤالك