لا جديد في الدين
لا جديد في الدين
1) تجديد الدين لا يعني أبداً جلب أمور أخرى من خارج الدين.
2) إنما هو التركيز على أشياء مُهمَلة من الحق (إحياء السنَّة)، وإماتة أشياء باطلة جائرة أحدثها أهل الأهواء (إماتة البدعة).
3) قد توجد أحكام وأفهام مهمة لم يُلفت النظر إليها كما ينبغي فيُحتاج إلى التركيز عليها (مثل أهمية بذل الأسباب الصحيحة في طلب الرزق، كيفية أداء الحقوق، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، ما جاء في هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- والصحابة- رضوان الله عليهم- في تربيه الأبناء مثلاً، ونحو ذلك).
4) قد تكون ثمة معاني غير واضحة أو غير مفهومة جيّداً فيُحتاج إلى حسن بيانها وتكرارها حتى تُفهم على وجهها الصحيح وتترسخ المعاني الصحيحة.
5) قد يكون ثمة غلو في تناول بعض الأمور والتتابع على اختيار بعض الأقوال حتى صار تناولها واجباً بطرق معتادة؛ فيُحتاج إلى التصحيح والتوضيح والترجيح لتجعل الأمور وبعض الأحكام في نصابها الصحيح.
6) قد تكون ثمة حقائق عظمى كبيرة عظيمة النفع ظاهرة الوجوب؛ كالموقف السنِّي الصحيح من التعامل مع السلطة المسلمة مثلاً.
بسبب تتابع السياسيين والجماعات لأكثر من سبعين سنة على الحكم بغير ما أنزل الله تبارك وتعالى في هذه القضية؛ والتركيز على إرضاع الأجيال كراهية السلطة والسعي إلى منازعتها وغرس كراهية الدول الإسلامية ورؤسائها بشكل كثيف جداً مما أوجب واقتضى جهاد حاكمية سيّد قطب المبتدعة ومفهوم السلطة عند الجماعات والسياسيين، والتركيز على إبراز حكم الله عز وجل الحق في أمراء المسلمين، مع التكرار والخدمة والتوصيل لكلام الله وكلام النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذه الأبواب.
7) هذا الموضوع المهم في أصول السنَّة والشريعة إلى الدرجة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما ذكر ما يجري بعده في قوله: «مَن يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً»، فكان أوّل حل ذكره وأول شيء أمر به هو قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم السمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي».
8) فجعل أوّل أمر يجب العناية به عند التفرّق والاختلاف هو التوحد والاجتماع على السمع والطاعة لأمراء المسلمين ورؤسائهم، وإعطائهم الحق الشرعي الذي أعطاهم الله عز وجل في السلطة؛ فهذا هو الحل الذي يقدمه الرسول- صلى الله عليه وسلم- لتحقيق الخير ومنع الشرور.
9) فلك أن تتصور أن هذا الأمر الذي يذكره النبي- صلى الله عليه وسلم- بكل هذا الوضوح والوجوب يصير بسبب الأهواء والبدع والجماعات من أسباب التفرق، والداعي إليه خائن لقضايا المسلمين وغير مهتم لأمرهم وأنه موالٍ لليهود والنصارى ومحارب لدين الإسلام!.
10) أرأيتَ قلباً لحقائق الدين أبشع من هذا؟ أرأيت اتباعاً للهوى وظلماً أضخم من هذا؟
فهنا تأتي طبيعياً جداً وظيفة المسلمين ووظيفة أهل السنَّة في إحياء الحق المغيّب في هذا الباب العظيم الذي ترتبط به دماء المسلمين ومصالحهم العامة بإعادة ذكر وتجديد ذكر كلام الرسول- صلى الله عليه وسلم- المحفوظ الموجود العظيم في هذا الأمر.
قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله: «من قال بالصلاة خلف كل برٍ وفاجر، والجهاد مع كل خليفة، ولم يرَ الخروج على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره»، فلا جديد في الدين!.
بقلم الشيخ الفاضل / أحمد السبيعي
الخميس 28 ذو الحجة 1440 هـ
الموافق 29 / 8 / 2019
المرفق | الحجم |
---|---|
لا جديد في الدين.pdf | 277.79 ك.بايت |