الرد على مناشدة الإخوان المسلمين ومن وافقهم
الرد على مناشدة الإخوان المسلمين
ومن وافقهم
قال الله تعالى الحكم العدل:
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
- أمر الله تعالى من أراد التوبة - ويدخل فيه مَن دعا الناس إلى بدعة الخروج على ولي الأمر أو عامة من كان في سخط الله - أن يتوب إلى الله ويرجع عن ضلاله ويعلن ذلك صراحةً لتصح توبته كما قال الله تعالى:
١) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا ٢) وَأَصْلَحُوا ٣) وَبَيَّنُوا
ثم قال تعالى: {فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}
- فيجب على من دعى الناس إلى النّهج الخارجي المشابه لنهج ذي الخويصرة التميمي الذي قال للنبي ﷺ : " اعدل يا محمد" ، أن يتوب إلى الله ، ويعلن توبته وتراجعه ثم يطلب العفو ويبذل الاعتذار لولي أمره، وإلا كانت الحياة فوضى كما تريدها جماعة الإخوان.
- والسؤال الذي يطرح نفسه هل نناشد ولي الأمر بأن يسمح للهارب الذي دعا الناس بالشوارع للمواجهة والخروج على ولي الأمر بأن يُعذر ويُترك فيكون بطلاً في أعين المرضى والجُهَّال ؟!
- والله لو سارت الأمور على ما يريد هذا الهارب ومن معه لكنا كدولة لبنان وما حصل لها من تمزق وصراعات داخلية ثم تؤول الكويت ألعوبة بين يدي أطراف دولية وجماعات إرهابية محيطة -كما جرى للشعب السوري المسلم-، وكما سيترتب على دعوة داعي الشر إلى الخروج والمواجهة مع السلطة القتلُ والتشريدُ والبلاءُ الذي لا يعلمه إلا الله.
- فعن جَابِرٍ -رضي الله عنه- قَالَ : "خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ، فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ، ثُمَّ احْتَلَمَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ، فَاغْتَسَلَ، فَمَاتَ. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ".
- انظر إلى موقف خير البشر نبينا محمد ﷺ عندما سمع فتواههم فقال ﷺ : " قتلوه " أي تسببوا في قتله، وهو شخص واحد فقط حين دعوه إلى ما دعوه إليه، فأسند النبي ﷺ القتل إليهم -رغم أنهم لم يقتلوه حقيقة- لأنهم كانوا المتسببين والمحرضين إلى ما فعل.
- ومما منَّ الله به علينا في الكويت أن سلمنا من عاقبة شرورهم بفضله تعالى أولا ثم بحكمة ولي أمرنا صباح الأحمد -وفقه الله- إلى ما يحب ويرضى، نعم، سلمت الكويت من فتنة النهج الخارجي ودعوة المواجهة في ساحة الإرادة بفضل الله ، ولم نشهد في الكويت ما شهده أهل سوريا وما جرى عليهم، نسأل الله السلامة لنا ولهم.
- أُذَكِّرُ النَّاسِي
ببعض عبارات الهاربين الذين نزعوا اليد من طاعة ولي أمرهم بقول أحدهم وهو من مخرجات حزب الإخوان -هداه الله- :
"خرج خيار الناس على الحكام وخرج خروجا مسلحا"
وقَال أيضا: "إما أن تسقط الكويت اليوم أو تقوم الكويت".
وقال الآخر منهم -وكأنه متأثر هداه الله بظني بخطابات وصراخ تشي جيفارا كما شاهدته وهو يخاطب الشباب الكويتي والمراهقين والكبار في الشوارع - :
"شيلوا الخوف من قلوبكم ومن صدوركم وواجهوا السلطة الغاشمة".
- نقول لجماعة الإخوان المسلمين : إن التلون وتبديل الشعارات أمر معهودٌ عنكم، فقد كان شعاركم سابقًا في السبعينيات الدعوة إلى إعادة الخلافة الراشدة، ثم إلى الإسلام هو الحل، أما اليوم في قرن الواحد والعشرين فصار شعاركم: الحرية أولاً!
- لا أود أن أتشعب ولكن سأوجه لكم سؤالاً وجيها :
لماذا لا تناشدون الجناة بالتوبة وهم الذين نزعوا يد الطاعة؟! وقد قال ﷺ: "من خلع يدًا من طاعة الله لقي الله يوم القيامة، لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية".
إنكم تناشدون الأمير العفو عن أصحابكم الهاربين أصحاب الدعوة الخارجية على ولي الأمر والداعين إلى خلع يد الطاعة، وفي المقابل لا تريدون أن تناشدوا رفاقكم الهاربين بالتوبة إلى الله علنًا ثم الاعتذار من الأمير ‼️
- إن نَهْج تسمية الأشياء بغير مسمياتها الشرعية يُعد من التحريف، ومثال ذلك ما نسمعه من تسمية الجماعات السياسية الإسلامية والإخوان مَن نزع يده من طاعة أميره وهرب ولجأ إلى بلدٍ آخر : لاجئا سياسيا ‼️، بدلا من تسميته شرعاً خارجيا حسب ما سماهم رسول الله ﷺ، متأثرين بذلك بالطرح العلماني الغربي، أو كما صرحت جماعة الإخوان في بيانهم في الأمسِ ، أن أحكام الصادرة على الهاربين والخارجين على ولي أمرهم تعتبر قضايا سياسية ‼️ ، فهذا تحريف وتسمية للأشياء بغير أسمائها الشرعية لتضييع المعاني الشرعية -والعياذ بالله- ولبناء المعاذير لأصحابهم وأعوانهم.
- الخاتمة:
إن كويتنا الجديدة جماعة واحدة لا جماعات، وحزب أوْحَد لا أحزاب، تحت راية ولي أمرنا صباح الأحمد الصباح -وفقه الله إلى ما يحبه ويرضاه-.
بقلم محمد عثمان العنجري
السبت الموافق 25 شعبان 1441
18 أبريل 2020
المرفق | الحجم |
---|---|
الرد على مناشدة الإخوان المسلمين ومن وافقهم.pdf | 427.72 ك.بايت |