بين مقالة جريدة القبس و قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تذعرهم علي
بين مقالة جريدة القبس وقول النبي ﷺ: "لا تذعرهم علي"‼️ جاء في صحيفة القبس اليوم 25 أغسطس 2020 : "يهودي مؤيد شرس لإسرائيل يفتقر للخبرة السياسية يهتم للأعمال والمال إنه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكبير مستشاريه، إبليس أمريكا الذي سيزور المنطقة بداية الشهر المقبل لاستكمال سياسة التطبيع ..... وزيرُ كل شيئ ... لأنه ... صهر ترامب" ا.هـ ‼️ قلت: إن الشريعة الاسلامية جاءت بالحكمة ودعت المسلمين إليها قال تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} فالحكمة مطلب شرعي قال ابن القيِّم: "الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي" ولذلك كان النبي ﷺ يُعلّم أمته الحكمة في تصرفاتهم، وأقوالهم، وعند الشدائد تتميز صفوف الحكماء؛ بنفاذ بصيرتهم، ولذلك كانت الحكمة تنهى عن كلِّ ما يحتاج أن يُعْتَذر منه غدا. وأروي لكم من حكمة النبي ﷺ مع العدو، قال لحذيفة -رضي الله عنه- وهو في أرض المعركة: "اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ، وَ لَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ، وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مِنْ عِنْدِهِ جَعَلْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَرَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ، فَوَضَعْتُ سَهْمًا فِي كَبِدِ الْقَوْسِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ عَلَيَّ، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأَصَبْتُهُ فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَمْشِي فِي مِثْلِ الْحَمَّامِ". *** ففي هذه الحادثة وغيرها يعلم النبي ﷺ يُعلّم أُمته الحكمة في كل وقت؛ وحتى في أرض المعركة؛ فهو يطلبُ من الصحابي أن لا يُثير الأعداء، ولا يُحركهم عليهم، فانظر إلى حكمة النبي ﷺ وهو يُربي الأمة على الحكمة في التصرفات والأقوال، فالحكمة ضالة المؤمن، وقد قال ﷺ: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا؛ فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة؛ فهو يقضي بها ويعلِّمها" والحكمة أن تعمل وتتكلم بما يُناسب مقتضى الحال بعقلانية وحصافة، فلذلك كانت الحكمة ضالةُ المؤمن، وضد الحكمة: الحماقة، والتَسَرُّعٌ، والتَهَوُّرٌ، والنزق، ولكل فعل ثمن، وقد تكون الأثمان باهظة. قال الشاعر: كـل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر *** انظر معي إلى ما قاله أحد ساسة الغرب، قال دانيال بنجامين: "كيف يمكن أن تؤدي الأخبار الكاذبة (من وسائل الإعلام المانشيت والمقالات) إلى حرب حقيقية أو خلاف بين الدول؟". قلت: فكيف إذا كان فيها تهجم على دولة فضلا عن خبر كاذب فحسب كما في صحيفة القبس؟! وقال ذلك السفير دانيال بنجامين في حكومة أوباما: "إن الأخبار السياسية الخارجية والأمنية بعيدة المدى وخطرة (قد تورث الخلاف وأكثر بين الدول)" حسب موقع بوليتيكو ٥/ ٧ /٢٠١٩ POLITICO 5/7/2020 How Fake News Could Lead to Real War *** بل قد يكون الأمر تافها فلا يجب الاستهانة بما يبدو اليوم أنها مقالة أو مانشيت عابر، فإن دولة هندوراس ودولة سالفادور بسبب مباراة كرة قدم جرت بينهم أُشعلت فتيل الحرب لمدة أربعة أيام من ١٤/٧/١٩٦٩ إلى ١٨/٧/ ١٩٦٩ وقُتل فيها الآلاف كما نقلت BBC 26/6/2019 Honduras v El Salvador: The Football Match that Kicked Off a War *** رحم الله امرءا عرف قدر نفسه، فإذا عرف الإنسان قدر نفسه عرف منزلته بين الدول والبشر، ونَزَّلَ نفسه منزلتها، فلا ينبغي لجريدة القبس -وفقها الله إلى ما يحبه ويرضى- أن تكون داعية إلى إحياء روح وفكر التيارات الجوفاء، وتزيد العبء على كاهل الدولة بإحراجها. والله ولي التوفيق بقلم الشيخ محمد عثمان العنجري الثلاثاء 25 أغسطس 2020 الموافق 6 محرم 1442 هـ
المرفق | الحجم |
---|---|
بين مقالة جريدة القبس وقول النبي لا تذعرهم علي.pdf | 1.4 م.بايت |