كيف تضيع السنة بحسن الخلق ؟


التصنيفات
الشيخ: 
القسم: 
القسم العلمي: 
كيف تضيع السنة بحسن الخلق ؟
 
إعطاء حقوق المسلم من السلام والتشميت والابتسام والملاطفة والدعوة والإكرام ولين الجانب وغير ذلك من محاسن الأخلاق ومكارم الشيم؛ إذا بذلت لصاحب بدعة؛ أو بذلها صاحب بدعة لصاحب سنة؛ كان ذلك كفيلا بمخالفة هدي السلف، وإضاعة السنة -إذا لم يكن ذلكم مقتضى مصلحة يوجبها الشرع أو دفع مفسدة-.                                 
 
هذه التجارة الأخلاقية التي امتهنها أهلُ البدع؛ واستطاعوا من خلالها أن يستثيروا مكامن العاطفة والخير بين المسلمين مع ستر قبيح بدعتهم وضلالتهم.      
                                               
ولذلك حرص سلفنا الصالح على قطع الطريق على أهل البدع عن استعمال هذه الأخلاق العظيمة المباركة المشروعة بين المسلمين بإيجاب بغض البدع وأهلها، وإيجاب هجرانهم، وترك السلام عليهم، وغير ذلك، حتى لا ينفذ من خلالها أهلُ البدع على المسلمين من ضعيفي العلم أو ضعيفي اليقين؛ ممن لم يسمعوا حق السمع ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من افتراق الأمة، وبقاء الطائفة الناجية المنصورة أهل السنة، وأن الناجية واحدة، وأن لها صفات وشروطا يجب أن يعرفها المسلم حتى ينجو بنفسه معها من طرق أهل البدع والأهواء، وأن الفرق الهالكة قد توعدت بالنار.       
 
وجاءت الجماعات الإسلامية السياسية وريثة عروش الفرق وامتدادها وزادت الطين بلة، فدخلت في أوحال طلب السلطة -المسمى بالعمل السياسي- وجاهدت لنيل شيء من حظوة السلطة، مع رصيد ضخم من أموال الصدقات، فصار بإمكانها أن تفعل شيئا من أعمال السلطة في خدمة الناس في مصالحهم.
                                                          
ثم زاد البلة بلة؛ أن مناخ أهل البدع السياسي وقضاياهم في الاقتصاد وغير ذلك هو مناخ سائر السياسيين، فصارت الندوات والمحاضرات يطرح فيها كل شيء إلا مسائل الإيمان والدين والأحكام؛ التي هي الواجبة العناية؛ والتي هي الواجبة التحكيم.
 
فالأشعري والصوفي والمعتزلي من الإخوان مع سائر أنواع التكفيريين وأتباع عبد الخالق وقطب وبطانة الجماعات صار هؤلاء جميعا إسلاميين، لا يميز بين أنواعهم، ويتحركون بكل حرية بمزيج بدعهم، تسترها قضاياهم الإسلامية التي يلهبون بها مشاعر المسلمين في مقابل العلمانيين، ولا تسل حينئذ عن الفرقان والنهج الواضح وسبيل النجاة والسنة !!!
                                                                 
إن المسؤولية على أهل السنة قد تضاعفت وعظمت، فأنشدك بالله يا أخي المسلم وَيَا أختي المسلمة، الله الله بالدِّين الحق ودعوة السنة وغربة مذهب الصحابة الذي بات يكيده كل أحد من أهل البدع المسمين بالإسلاميين، وبطانتهم التي تزعم أنها تظهر السنة وليست من الجماعات !