كيف نجاهد المنافقين والعلمانيين ?


التصنيفات
الشيخ: 
القسم: 
القسم العلمي: 

كيف نجاهد المنافقين والعلمانيين ?

 

شرع الله جهاد كل باطل ومنكر وشر .

والفارق هو في الطريقة والكيف والكم .

وهذا يتبع مصلحة الدين ولا يتبع مقدار شناعة المنكر وقبحه انما يتبع النظر فيما يحصل به الضرر على الدين والمسلمين .

مع التذكير بان هناك حلولا بيد السلطة (ولي الامر ) كإقامة الحدود والاستتابة وغير ذلك لا يجوز فيها منازعة الامر أهله .

 

ولأضرب مثالا سريعا هنا ؛

 

فعلماني يقول قولا هو كفرٌ ظاهر يعلمه كل مسلم .

ومبتدع يقول أن حد الردة لا أصل له في الشرع ويستدل بالدليل الشرعي .

فالأول حله بيد ولي الامر ويناصح بإنفاذ حكم الله فيه .

والثاني يلبس على الناس دينهم ويتكلم باسم الدين فيجب المسارعة الى إنكار باطله وتثبيت الحق في القلوب .

وغالبا وعلى مر الزمان يستتر المنافقون والزنادقة بمقولات أهل البدع الغلاة .

ففي زمن الأئمة استتر الزنادقة بأقوال الجهمية التي هي ستار حسن يتحركون من تحته .

فكتب الأئمة الرد على الزنادقة والجهمية .

فالرد على غلاة اهل البدع رد ضمني على الزنادقة والمنافقين وكذلك ما يسمى بالعلمانيين

وهذا يعلمه من له خبرة بستارات العلمانيين .

وقد يحسن هنا ان أُذكّر بأربعة حقائق بعضها دلت عليها الأدلة والسيرة وبعضها دل عليها واقع أهلِ الباطل وتصرفاتهم

وأعتقد أنها اذا فُهمت جيداً ستُعين صاحبَ السنة ان شاء الله على جهاد العلمانيين وما أشبههم جهادا قويا نافعا :

 

١-ان ارتفاع صوت النفاق يكون عند ضعف الإيمان وضعف بيان الحق ؛فمفهوم ذلك ان العلاج الأكمل والأمثل هو نشر الحق ونصره وزيادة المسلمين لإيمانهم

 

٢-ان العلماء الفقهاء السلف الصالح نصوا على ان البدع هي بريد الكفر ;فمفهوم ذلك ان جهاد البدع في حقيقته وعمقه هو جهاد للكفر والنفاق والزندقة والعلمنة التي لا تقوم وتدخل إلا عن طريق البدع

 

٣-ان الجماعات الاسلامية السياسية تظهر عداء وحرب العلمانيين حتى لا تركز على إنكار البدع التي تفضح سيرها فملؤا الدنيا تركيزا على موضوع العلمانيين مثلما يركزون على ذكر الفواحش والقاذورات والمعاصي ويتحمسون لها اكثر من إنكار البدع والمحدثات

 

٤-ان الجماعات تنكر على العلمانيين الأمور المتعلقة بأشخاصهم او بعض شعاراتهم كفصل الدين على الدولة أو الجوانب السياسية ، اما قضاياهم الاساسية الاخرى كالديمقراطية والحريّة والتعددية ونحو ذلك فهم يؤيدونها وينصرونها ويزيدون الطين بلة على العلمانيين انهم ينسبونها الى الإسلام ويستدلون عليها بالشريعة فجهاد أهلِ البدع الجماعات في هذه المسائل هو جهاد للعلمانيين في حقيقته

 

فلنجاهد العلمانيين وكل باطل مجاهدة راشدة مبنية على البصيرة في الدين ومصلحة السنة والمسلمين ، لا مجاهدة الجماعات الذين يريدون قضية عصرانية  لها جوانب سياسية وفيها قضايا فكرية غير شرعية تساعد سير الجماعات !.

ويشرع جهاد باطل العلمانيين وغيرهم فكل منكر يُرى يجب انكاره وجوبا او استحبابا ، ومن المنكرات العلمانية !

 

بقلم : الشيخ أحمد السبيعي

الإثنين 19 ذي القعدة 1437

22 أغسطس 2016