الوُضوحُ والعُمْق !
الوُضوحُ والعُمْق !
١- من أعظمِ نعمِ الله عز وجل على المسلمين بعد الإسلام مذهبُ أهلِ السنة والجماعة فهو الإسلام الحق الذي يحقق مصالحهم الدينية والدنيوية !
٢- فالقرآنُ والأحاديث الصحيحة الواضحة الشارحة تُبَيّن الحقَ الذي يجب اتباعُه : بوضوحِ معنى ، واختصارِ عبارة ، مع عمقِ فقهٍ في الدين .
٣- فصاحبُ السُنّةِ من المسلمين والمسلمات على بصيرة ووضوح وإن كان قليل العلم .
٤- والسبب أنه أطاعَ الله بالاعتصامِ بالحق والعَضِّ بالناجذِ على السُنّة واتباعِ الصحابة .
٥- والسببُ أيضاً أن أهلَ العلمِ من أهل السُنّة يُخاطبونَه بما يحتاجُ إليه ويجبُ عليه وينفعُه بوضوح .
٦- والسببُ أيضاً -فيما ينبغي- أنهم يُجَنّبُونه ما لا يحتاجُ إليه أو يَعسُرُ عليه.
قال عليٌّ -رضي الله عنه- : "حدّثوا الناسَ بما يعقلون أتُريدون أن يُكَذّبَ اللهُ ورسولُه".
وقال ابْنُ مسعود -رضي الله عنه- : "ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تَبْلُغُه عقولُهم إلا وكان لبعضهم فتنة".
٧- فلا تَعرضْ عليه موادا لا تنفعُه ولا يحتاجُ إليها ،ولا يعرض هو نفسه لذلك ، لأنه متدينٌ بالعلم ، باحثٌ عن الحق ، ليس مُتَفكّهاً ، ولا له أغراض وراء ذلك.
فينالُ اليقينَ والحقَ والصوابَ والوضوحَ ، خلافاً لأهلِ البدع والأهواء والمتنطعين والمتعمقين ، الذين يُصيبُهم الجهلُ والاضطرابُ والحيرةُ والتشككُ وضعفُ اليقينِ ، وغير ذلك مما يصيب كلَّ من يَدخل أمراً من غير بابه أو يتحمل من البلاءِ ما لا يطيق .
٨- فإن فرضنا أنه في بعض المسائل أشكلَ عليه شئٌ ، ولم يتضح له الحكم أو المعنى ، فشُرِعَ له الصبر والسكوت وترك الأمر المشتبه واعتزال الفتنة، وهذا المسلك أيضا يكون معتصماً فيه بالأحاديث الصريحة الواضحة التي لا تقل وضوحاً عن أحاديث السمع والطاعة.
٩- فإذا كان طالبَ علمٍ -بالمعنى الأخص- ويريد المزيد، فيَشْرَعُ أهلُ العلمِ للضيفِ الباب ؛ ولا يقولون له قلّد من غير بينة ولا معرفة صواب !
١٠- وأهلُ العلمِ في كتبهم المطوّلة وبحوثِهم وجمعهم وتقريراتهم قد يتوسعون :
فالآيات والأحاديث والآثار كثيرةُ المعاني، وصورُ المسائلِ الواقعةِ واختلافِ الأحوال كثيرة.
فيريد أهلُ العلم البيانَ الشافي الكافي -رحمهم الله تعالى- ، فتقعُ غزارةٌ في العلم تُمكِّن من سعة الاطلاع وحسن التطبيق ، هذا غير الأبوابِ التي تتعلق بالردود والجواب على الشبه في زمانهم ومكانهم ، ومن هنا قيل: لكل مقام مقال !
١١- وقد يُوجَدُ في مصنفات -وهذا كثير- ما لا يُراعى فيه ما تقدم خاصة في المتأخرين، ويكون ذلك مَزيدَ عائقٍ في طلب العلم ، ويزيد ذلك في أجرِ الجهاد في تحصيل العلم وخدمته وتقريبه، والحمد لله رب العالمين.
بقلم الشيخ أحمد السبيعي
الثلاثاء 27 ذي القعدة 1437 هـ
30 أغسطس 2016