السؤال:
يقول السائِل ما رأيُ فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخَلي فيمَن يَمدح المبْتدعة من هذا المنابِر أحيانًا وفي الكُتب أحيانًا، أليْس هذا منَ الخيانَة لله ولكتابِه ولِرسولِه ولأئِمة المسلمين وعامَتهِم وجزاكُم الله خيْرا ؟
الجواب:
نعم إنَّها إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، المفروض منَ العالِم والدَّاعية ألَّا يقولَ إلَّا الحَّق وقدْ أخذ الله على أهل الكِّتاب ألَّا يقولوا على الله إلَّا الحَّق و(اغْتلب) عليْنا النَّصح والأنبِياء يعني قالوا كَلمة النُّصح في حق رب العالمين قالها نوحٌ وغيرهِ منْ الأنبِياء عليهم الصَّلاة والسَّلام والدُّعاة هم ورثَة الأنبِياء، فيجِب أن يكونوا أنصح النَّاس للنَّاس وأشَد النَّاس وأقواهُم أن يتَّبعوا بالحَّق لأن هذا دينُ الله- تبارك وتعالى -، والكِتمان وتجاوز ذلِك منَ الغش والتَّلبيس أمرٌ خَطيرٌ جِدًا ويلحِق بالأمة ضَررًا في دينها وفي دنْياها، فعلى الدَّعاة إلى الله –تبارك وتعالى – أن يَكونوا أصدقَ النَّاس فيما يَقولون وأنصح النَّاس لله ولرسوله وكِتابه ولأئِمة المسلِمين وعامَتهم، وأما ما يترتب على مكانَة الرجُل منهُم ما يكون المصادر منها صادِقًا وما لا يَعلَمه إلَّا الله ويترتب عليه من الخير الكثير إذا كان القولُ حقًا والخَّير الكثير الذي لا يَعلمه إلَّا الله – تبارك وتعالى –، وينبغي للعالم المسلم أن يَحسب الكَلمة قَبل أن يُلقها ألف حِساب. ولاشَك أن مدحْ أهل البِّدع وتزْيين باطِلهم فيه أضرار ومَخاطِر كَثيرة تنْزل بالأمة في دينِها ودُنياها ولا نَشكُ أبَدًا أن من يمدَحهم لم ينصَح لله ولا لِرسوله ولا لِكتابِه ولا لأئِمة المسلمين ولم يُسلِك مسالِك السَّلف الصَّالح في التَّحذير من أهل البِّدع وذلِك أمرٌ أجمع عليه كما قالَ شيْخُ الإسلام ابنُ تيْمية بأنه يجب التَّحذير منْ أهل البِّدع ولولا أن .. الله – تبارك وتعالى – سَيرد طغيان هؤلاء وطُغيهم وظُلمهم لكانَ فسادَهم على الأمة أكبر وأكثر منْ فَساد الأعداء قال كلام هذا معنى شيخ الإسلام ابن تيْمية في كتاب مجموع الرسائِل والمسائِل في المجلد الخامس صفحة 110، وله كلامٌ أظنه في المسائل الشَّرعية أو الخطبة أنه قال: التَّدليس في الدين أي الغش في الدين أخطر من الغِّش في الدُّنيا فأرجو من السائِل أن يَرجع لهذا الكلام في أحد الكتابيْن لعله يَجد ما يريد بالإضافة إلى مراجعة ما أنزلناه في مجموع الرَّسائل والمسائل والله – تبارك وتعالى – أن يرزق الأمة دُعاة مخلِصين صادقين ناصحين يريد الأمة بِخير والسعادة في الدنيا والآخرة وأن يجنبهم من شر الغشاشين والمدسسين ..