﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٧﴾ [الأنبياء : ٧]
السؤل: ما قولكم فيمن يستهين بعلم التوحيد ويرى أنه علمٌ عاديٌ وأن الكل يعرفه، وأنه ليس بحاجة إلى تلك التفاصيل والأبواب الموجودة في كتاب التوحيد، وأن الإنسان يكفيه معرفة ربه ودينه ونبيه؟
الجواب: هذا تناقض، كيف يعرف، ربه ودينه ونبيه بدون أنه يدرس كتاب التوحيد، كُتب العقيدة، لا يمكن أن يعرف ربه حقيقة المعرفة، وتمام المعرفة، يعرف التوحيد وأنواعه، يعرف الشرك وأنواعه، يعرف النفاق وأنواعه، يعرف الكُفر وأنواعه، لا يمكن هذا إلا بِدراسة العقيدة بتفاصيلها، وليس هذا بكثير، كتاب التوحيد وأبوابه مفصلة للتوحيد، وليست بكثيرة، بل هي مُيسرة ولله الحمد وسهلة، وهذا الذي يهون من شأن التوحيد، هذا يهون بدعوة الأنبياء؛ لأن الأنبياء اهتموا بالتوحيد، وهذا يقول: لا التوحيد هيِّن؛ يعني معناه أن الأنبياء غلطوا في اهتمامهم بالتوحيد، ودعوتهم الناس إلى التوحيد قبل كل شيء
﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿٥٩﴾ ﴾[الأعراف:٥٩]
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ ﴾[الأنبياء: ٢٥]
يمكث الرسل يدعون أممهم السنين الطويلة إلى التوحيد وإلى العقيدة، لبث نوح –عليه السلام- ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعو قومه إلى التوحيد، ولبث نبينا –صلى الله عليه وسلم- ثلاث عشرة سنة قبل الهجرة، يدعو الناس إلى التوحيد، ويُبين لهم هذا، وهذا الشخص يقول: لا أهمية لهذا، يكفي أن الإنسان مسلم، كيف يكون مسلم بدون أن يعرف التوحيد وتفاصيله وما يُضاد التوحيد وما يُناقضه أو ينقِّصه من الأمور.