الشيخ عادل منصور: شيخ، عندنا مجموعة شباب من طلاب العلم في اليمن يقولون في كبار أهل العلم المعروفين كلمات شديدة، ووجدوا لهم أيضًا مجموعة من الشباب معهم؛ من ذٰلك: أنهم يقولون في الشيخ الألباني: إمامٌ في الإرجاء. ويقولون أيضًا في كبار هيئة العلماء هنا يقولون: فيهم إرجاءٌ وجهلٌ بالواقع. وللأسف إذا ناقشناهم أو شيء قالوا: نحن من أهل السنة، ونحن سلفيون... وهٰكذا من هٰذا القبيل يا شيخ، فأيش الموقف معهم؟ أيش الكلام فيهم؟
الإمام العثيمين: أما كلامهم في العلماء، فإنه لا يضر العلماء شيئًا. ولا أعلم عن الشيخ الألباني قولًا يدل على أنه من أهل الإرجاء، بل هو سلفيٌّ، سنيٌّ، محدِّث، قلَّ أن يوجد في عصره مثله. وأما هيئة كبار العلماء هنا، فدعواهم أنهم جاهلون بالواقع، كغيرها من الدعاوي: «البينةُ على المدعي، واليمين على من أنكر»، وهل ناقشوا هٰؤلاء العلماء وعرفوا أن عندهم جهلًا بالواقع؟! وكلمة (جهل بالواقع) و(فقه الواقع) وما أشبه ذلك، هذه كلها كلمات محدثة جاءت من بعض الدعاة، والفقه المحمود هو الفقه في دين الله عز وجل، لقول النبي ﷺ: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، أما الفقه في الواقع فهو وسيلةٌ لتصوُّر القضية حتى يُحكم عليها بما تقتضيه الشريعة.
الشيخ عادل منصور: طيب يا شيخ، الموقف من هؤلاء الشباب؟
الإمام العثيمين: أما موقفكم معهم، فأرى أن تتركوهم.
الشيخ عادل منصور: يعني نهملهم؟
الإمام العثيمين: أبد، ولا كأنهم شيء. لكن لو جاء أحد من غيرهم وأراد أن يتكلم بمثل هذا، يُنصح ويقال: اتق الله عز وجل، لا يحل لك أن تتكلم بما لا تعلم.
الشيخ عادل منصور: طيب يا شيخ، اتهامهم لكبار أهل العلم بأن فيهم إرجاء، يعني ما يكون في هٰؤلاء مَيل؟ يعني أذكر أن بعض أهل العلم ذكر أن ابن بدران الحنبلي ذكر في "مقدمة الفقه" يقول: إن بعض فرق الخوارج كانت تلمز أهل السنة بالإرجاء.
الإمام العثيمين: نعم نعم، ما فيه شك، يعني أي إنسان يرمي المعتدلين بالإرجاء فإنه يميل إلى رأي الخوارج.
الشيخ عادل منصور: يعني يكون فيه رأي وعِرق من الخوارج؟
الإمام العثيمين: نعم، يكون فيه عِرق من الخوارج.
[كان هذا السؤال من لقاء للشيخ أبي العباس عادل بن منصور الباشا -حفظه الله- مع الإمام محمد الصالح العثيمين -رحمه الله-، في عصر يوم 30 من رمضان عام 1416هـ، في غرفة الإمام العثيمين الخاصة من الدور الثاني في توسعة الملك فهد من الحرم المكي الشريف]