بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله –وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه- أما بعد:
ففي هذا اليوم المبارك في الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة للعام الخامس والثلاثين بعد المئة الرابعةِ وألف، نرحب بفضيلة الشيخ ...محمد العثمان العنجري –حفظه الله تعالى-، لمحاضرةٍ منهجيةٍ بعنوان "هلاك أمتي في الكتاب و اللبن" يتفضل الشيخ مشكورًا مأجورًا.
الشيخ: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد –صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- نُحيي الإخوة في دولة فرنسا في مدينة باريس بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كان هذا الإختيار لعنوان الدرس اليوم بناءًا على حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-، الحديث الذي حسَّنهُ إمام السُّنة في هذا الزمن الشيخ ناصر الدين الألباني –رحمه الله تعالى-، النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ((هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ ؟ قَالَ –صلى الله عليه وسلم-: "يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ)) رواه أحمد وصححهُ الألباني، أقول هذا الحديث العظيم فيه بيان من النبي –صلى الله عليه وسلم- لسبب هلاك الأمة وسبب ضياع الأمة، فهذه الأمة هلاكها بأن تتخذ القرآن على طريقةِ أهل الأهواءِ والبدع في فهم القرآن والسُّنة، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- جعل الهلاك في أُناسٍ يقرؤون القرآن، وقد يقول القائل أنهم من حفظت القرآن وممن يقرأ القرآن إلا أنهم ممن تسبب بهلاك الأمة، هذا هو حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-، كيف ذلك؟ قال ابن عبد البر في ذكر هذا الحديث: باب فيمن تأولَ القرآن وتدبرهُ على جهالةٍ بالسُّنة أو وهو جاهل بالسُّنة، إذًا من سلك في فهم القرآنِ على غير ما كان عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، كان سبب لضياع الأمة ولهلاك الأمة، إذًا الإعتصام بالكتاب والسُّنة على فهم الصحابة الكرام، سبيل النجاةِ، ومن خالف هذا النهج كان هو المتسبب في هلاك الأمة وإن إدعى رفع لواء الإسلام، فقد يكون هذا الإنسان ينادي بالقرآن وبتطبيق القرآن وبأحكام القرآن وبحفظ القرآن وبمعرفةِ تجويد القرآن والحث على ذلك، ولكن هذا الإنسان يفسر نصوص القرآن على غير ما أنزل الله –عز وجل-، ومثال ذلك سيد قطب على سبيل المثال، فهو سبيل الهلاك لهذه الأمة فالويلات قد وقعت على شباب الأمة بسبب تفسير سيد لكتاب الله -تعالى- فقد أطْنَبَ بهواه، وبآراءِهِ وبمزاجِهِ في بيانِ معانِ القرآن، أغتر به من إغتر ممن ابتعد عن السُّنةِ وعن ما كان عليه أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-، فكان هذا الرجل أي أعني سيد معظَّم ومبجل ومقدم في فهم القرآن عند هؤلاء، فما كان من ثمرةِ تفسير سيد لكتاب الله إلا الفتن والتكفير والدماء والتفجير كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-، هلاك أمتي بأناس يقرؤون القرآن، نعم ولكن يسعون في تفسيرهِ على أمزجتهم وعلى أهوائهم، وعلى آرائهم، لا عبودية وخضوع لأمر الله، للإعتصام بتفسير النبي –صلى الله عليه وسلم-، لنصوص القرآن ولبيان معاني القرآن، فالله –عز وجل- قال: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل:44]، إذًا بيان معاني القرآن يجب أن تستمد من فِيهِ النبي –صلى الله عليه وسلم-، وممن استقى هذا هم أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم-، فسبيل السلامةِ وسبيل النجاة للأمة بأن يعتصموا بالقرآن والسُّنة على ما كان عليه أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]، إذًّا الاعتصام بدين الله- تعالى- سبب للجماعة، سبب للنصرة، سبب للعزة، سبب لرضا الرب- جلَّ وعلا- ، ولكن أن يكون هذا الاعتصام على ما كان عليه أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم-، فعن جابر- رضي الله عنه وأرضاه- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((تركت فيكم ما إن اعتصمتم به)) كلفظ الآية، كلفظ الآية، الله- عز وجل- يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ} [آل عمران: ١٠٣]، والنبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: ((تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تظلوا أبدًا)) كفالة ربانية {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ}[النجم: ٣] كفالة ربانية، إذًّا، سبيل عدم الضلال للأمة أبدًا الاعتصام بالقرآن والسنة على ما كان عليه أبي بكرٍ، وعمر وعثمان، وعلي، وسائر الصحابة- رضي الله عنهم أجمعين-، فقال- صلى الله عليه وسلم-: ((لن تضلوا أبدًا، كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض)) أي إلى قيام الساعة، فهذه مِنحةٌ ربانية، عطاء رباني لهذه الأمة، دون سائر الأمم، أن تكفل الرب- جل وعلا- ببقاء القرآن والسنة بحفظه- جل وعلا- لتكن الأمة على سبيل النجاة في ذلك، ولا يجب أن نتبع في تفسير القرآن، الكتاب، الأهواء، والرغبات، والنزعات، بل لابد للعبد أن يدرك بأنه خلق لعبادته، خاضع لأمره، ولأحكامه، فمن سلك هذا الطريق كان هو سبيل النجاة، ولايجب الأخذ بعلم الكلام والصفسَطه والأهواء بل هذا سبيل الهلاك. قال الشافعى: "لوعلم الناس ما فى الكلام والأهواء، لفروا منه كما يفرون من الأسد"، كما يفرون من الأسد، وقال الإمام مالك – رحمه الله تعالى – "ينبغى أن تتبع آثار الرسول – صلى الله عليه وسلم- والصحابة ولا يتبع الرأى"، ولا يتبع ماذا يا إخوان؟ لا يتبع الرأى، فيا أهل فرنسا؛ أنصح كل مستمع بأن يتمسك ويعتصم في تفسير كتاب الله – جل وعلا- وفي فهم السنة بما كان عليه أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم-، وممن تمسك بهذا الهدي وقد شُهد لهم في ذلك في هذا العصر، كأمثال الإمام الألباني، والإمام ابن باز، والإمام ابن عثيمين، ومن الأحياء في هذا الزمان، كالعلامة الشيخ ربيع السُّنة الشيخ ربيع بن هادي، وكذلك العلامة الفقيه الفوزان، وكذلك العلامة الشيخ عبيد الجابري، وقس على ذلك، هكذا السُّني يريد أن يعرف الحق، يجب عليه أن يسعى إلى أهله، يسعى إلى من شُهد لهم بذلك، وقد كان هذا هدي أهل السُّنة، فالإمام الأوزاعي في زمنه كان إذا سمع بالحديث عرضه على أصحاب الحديث، كما يُعرض الدرهم الزائف على الصيارفة، فما عرفوا هؤلاء الأئمة، يقول الإمام الأوزاعي: أخذنا به، وما أنكروا تركنا. وما أنكروا تركنا، من القائل؟ أيها الشاب من القائل؟ إمام، وهو الإمام الأوزاعي، إذًّا هذا كان هدي الأئمة في القرون المفضلة، أنهم إذا جاءهم الحديث بحثوا عند أصحابه، فنقول لأصحابنا في كل مكان من أهل السُّنة، نقول: عليكم بالعلماء في فهم الأحداث، وفي معرفة الحق، وفي طلب العلم، كأمثال الشيخ ربيع، وكأمثال الشيخ الفوزان، وكأمثال الشيخ عبيد، والله- عز وجل- قد أكرمنا بمشايخ فضلاء قد رفعوا هذا العلم، استقوه من العلماء، من الشيخ ربيع، ومن الشيخ عبيد، ومن الشيخ الفوزان، وقس على ذلك، وهؤلاء هم الخلف لهؤلاء وأمثالهم، فهذه نعمة لأهل السُّنة بفضلٍ من الله- تعالى-، أما من يأخذ الحديث بمجرد محض الرأي والهوى والنفس، فهذا سبيل الشيطان، إن الشيطان إذا ما رأى من العبد رغبة فى العلو، رغبة فى التقدم، رغبة فى التوجه والميل إلى العلو في الأرض بطريقة أو بأخرى لمال أو لجاه، سلك به طريق التحريف وصرعه فى هذا الطريق إبليس والعياذ بالله، فيصرع هذا المسكين الذى استقى ما إستقى من العلم الشرعى ولكنه أراد الأمر لنفسه، أراد طلب العلم للرفعة وللتكلم ولغايات مرضية قلبية، فهو يُسَخِّر الدين ليكن صاحب رفعة بين الناس، يُسَخِّر هذا الدين ليقتات به المكانة؛ فليس له مكانة فجعل الدين جسر لمكانته بين الناس، حذارى من أمثال هؤلاء، كلما كان العبد صاحب عبودية يفتقر ويُقَدِّم الناس على نفسه خوفًا من الله تعالى؛ أما إذا رأيت التصنع والتكلف فى طلب العلم ووجدت ذلك يريد من ذلك غايات فهذا مريض فاحذر منه وإن أظهر ما أظهر من العلم، لذلك نوصى، نوصى أهل الحق بالإلتزام بأمثال المشهود لهم، كالإمام ربيع السُّنة، كالعلامة الشيخ الفوزان، الذين يريدون الدعوة والخدمة لهذا الدين، حقيقة لا للإقتيات والعلو والتزين للشباب وللناس، نقص في من أمثال هؤلاء، فيهم نقص، فيقتاتون بالدين وبلباس العلم الشرعي، فاحذر يا عبد الله من هذه الأمراض الفتاكة، أقول سيد قطب سخَّر نصوص الشريعة، سخَّر كلام الرب –جل وعلا- لخدمة آرائه الفكرية، لخدمة إطروحاته العقلية، وسخَّر معاني القرآن للغة الثورية التى إستقاها من الغرب، ففسر القرآن على غير ما أنزل الله، قال شيخ الإسلام ابن تيميه: كمن قال فى القرآن برأيه، فإن أصاب فقد أخطأ، وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار. انظر، إن أصاب تفسير الحق فهو مخطئ؛ لأنه فسر القرآن بماذا؟ بمحض الرأي، بهواه، برأيه، لماذا قال هذه المقولة هذا الإمام؟ لأن هذا الإنسان لم يرتضي التفسير بما كان عليه السلف، أراد الرأى، محض الرأى، فسَّخر القرآن لخدمة هواه، فإن أصاب الحق فهو ماذا؟ أجيبوا! مخطئ، بل قال: فقد أخطأ وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار. والعياذ بالله، ما يميز أهل السُّنة يا إخوان، أنهم أهل إعتصام بهذا الطريق وثبات لهذا المنهج، لايريدون من الناس شيئا، لا يريدون أن يقتاتوا الجاه والمكانة بهذا الدين، لذلك قال شيخ الإسلام: مما يميز أهل الحديث عن غيرهم، ثبات أهل السُّنة على مبادئهم. هم أهل ثبات على هذه المبادئ، قال بعد استقرائه: فما يُعْلم أحد من علماء أهل السُّنة أو صارح عامتهم رجع قط عن قوله وإعتقاده. أي هم ثابتون على هذا النهج وعلى هذا الطريق، انظر إلى موقف، انظر إلى هدي سُنِّي سلفي من سلف أهل الأمة، قال أبو مسعود الحاجي: سمعت أبا طاهر يقول: بُلت –بالَ- بُلت الدم فى طلب الحديث، مرتين، مرة بغداد ومرة بمكة، كنت أمشي حافيًا في الحر، وكنت أحمل كتبي على ظهري وما سألت -أى ما سألت أحد أن يعطينى
مال أو أن يتصدق علىَ- وما سألت فى حال الطلب أحدًا أبدًا، كنت أعيش على
ما يأتيني، كنت أعيش على ما يأتيني. هذا هو السُّنى، هذا هو السَّلفى، انظر يبول، البول يكون بالدم من شدة الحر والتعب، ومع هذا هو سالك لهذا الطريق قادم إلى أن يلقى الله – عز وجل – نسأل الله له الرحمة.
أقول إن الشيطان إذا رأى من العبد رغبة في العلو وفي الميل إلى الأهواء وأرادَ عتبات الرفعة والمكانة من خِلال الدين، صرعهُ إبليس وألجمهُ بلجامهِ ليكون مادة للتحريف والتأويل كما يقول العُلماء، فاحذر أن تكون من هؤلاء، فاحذر أن تتكلم في دينِ اللهِ وفي تفسير القُرآن والسُّنة على غير ما كانَ عليهِ محمد- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه سبيلُ السلامة، أما من انتكس وكما قالَ ابنُ تيمية: المأسور من أُسِرَ بهواه أو من أسرّهُ هواه. هذا الإنسان إذا أُسِرَ بأهواءهِ انتكَس، -والعياذ بالله- فلابد لهُ من التقوى، ومن سؤال الربِ- سبحانهُ وتعالى- ليخرج من هذه الأمراض، وتذكر يا عبد الله إنكَ ستموت وحدك، وتُبعث وحدَك، وتُحاسَب وحدك، وليس لأحد لك عليهِ سبيل من الإستفادةِ منه عند هذا الموقف، فاعمل إلى سلامة دينِك وإعتقادك وإستقائك لدين الله- تعالى-، قالَ ابنُ بطة: لا تُشاوِر أحدًا من أهل البِدع في ديِنك. الدين يجب أن يسلم، هذا الدين من الإيرادات الوارِدة ، ومن أهل الأهواء، فلا ترتضي أن تأخذ من أهلِ البِدع في تفسير القُرآنِ والسُّنة فهو الهلاك كما قال النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((هَلاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ ، قِالَوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ ؟ قَـالَ: يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ)) نعم يتركونَ الصلوات ويذهبون إلى البادية، والنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: ((مَنْ بَدَا جَفَا)) فالبُعد عن الجماعة، وعن جماعة المُسلمين والأخذ بالسُّنة والإعتصام معهم على الحقّ سبيل الجفاء وسبيل البُعد عن الجماعة وعن الحقّ، فلذلك النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جعلَ ذلك هو سبيل الهلاكِ وسبيلُ السقوط في شباك الشيطان -أعاذني اللهُ وإياكم- فيجب على السُّني أن يسلم من هذه الضلالات، يجب على السُّني أنه في إختبار، وإنهُ متى ما استقى تفسير القُرآن وتفسير السُّنة على أيدي أهل الأهواء والبِدع ضلَّ وانتكَس، بل سيكون لا محالة، سيكون لا محالة من أهل الدماء والخروج، فكما قالَ الشيخ ربيع -أطالَ الله بعمره بالعمل الصالِح- أهل البِدع كلهم فيهم نزعة خارجيّة، هذه النزعة البغيظة كما يقول الشيخ، مآل أهل البِدَع إلى الفِكرِ الخارجي، فاحذر يا عبدالله أن تكونَ من هؤلاء وتنتكس، وسبيل ذلك أن يكون النبع، نبع أهل الأهواء، المـُلوَّث بآرائهم وأفكارِهم، وتذكر أنَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- عندما حَذَّرَ من هذا الشرّ، قد استقاهُ الصحابة منهُ، فقالَ حِبرُ الأُمة، يُحرفونَ، يُزيلونَ وليس أحدًا يُزيل لفظ كتاب الله، ولكنهم يُحرفونهُ فيتأولونَ على غير تأويلهِ، فيتأولونَ النصوص، فيتأولونَ القُرآن على غير تأويلهِ الصحيح الذي استقوهُ من فيهِ النبي- صلى الله عليهِ وسلم- والنبيّ-صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّ مِنْكُم من يُقَاتِلُ على تأويلِه كَما قاتلتُ على تنزيله)) النبيّ-صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((إنَّ مِنْكُم يا أصحابي من يُقاتِل على تأويله))، نعم قاتل عليّ- رضي الله عنه وأرضاه- الخوارِج على تفسيرِ آيات الله- جلَّ وعلا- من القُرآن، فتأولَ الخَوارِج هذه الآيات على معاني شيطانية، فأجازوا قتلَ الصحابة، من خلالِ تفسيرهم الباطِل، فكان قتال الصحابة لهم، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو الذي لا ينطق عن الهوى ((إنَّ مِنْكُم من يُقَاتِلُ على تأويلِه كَما قاتلتُ على تنزيله)) نعم تحققّ قول النبي-صلى الله عليه وسلم- وتقاتل الصحابة مع من في ظاهرهِ العبادة والصيام والإلتزام إلا أنهُ يُفسِر القُرآن على غيرِ ما أنزلَ الله، فكان الهلاك، وعلى أيدي هؤلاء قُتِلَ الصحابة، وعلى أيدي هؤلاء قُتِل الصحابة -رضي اللهُ عنهم وأرضاهم.
إذًا هلاك الأُمة بتفسير القرآن والسُنة على غيرِ ما أنزل الله، ويجب على السُّني أن يُدندن حول هذا الأمر دائمًا إلى أن يلقى الله، لماذ؟
لأنَّ في هذا الزمن حُرِّفت المعاني الشرعيّة على غيرِ مُراد الله، فأصبحت الشورى هي الديومقراطية، وأصبحت التعددية هي الظاهِرة الصحيّة، وأصبحت الجماعات الإسلامية، سبيل لإرجاع الخِلافةِ الراشدة، وأصبح التكفير القيام بالكتاب والسُّنة، وأصبحَ الخروج على الحاكِم جهاد شرعي، وأصبحَ قتل النفس والتفجير بالناس من أعظم القُربات إلى اللهِ –تعالى-، غيروا وبدلوا من خلال أفهامهم، من خلال تفسيرهم، لنصوص القرآن والسُّنة، أصبحت الحرية مقدمة على القرآن والسُّنة، فيقول القرضاوي، يقول طارق سويدان، يقول الغنوشي، ماذا يقولون؟ يقول: الحرية أولًا ثم القرآن والسُّنة، من أين استقوو هذه المعاني؟ قالوا: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة:256]، لهذا هو الدليل على تقديم الحرية على القرآن والسنة، انظر إلى تأويل المؤوله لمعاني القرآن بل عندما تمكن الإخوان من السلطة بمصر بقيادة مرسي، قال عن قطع يد السارق بأنها ليست من الشريعة مسألة فرعية وهي بنص القرآن ولكن تأولوا هذه المعاني، هذه الانتكاسات الفكرية هذه الانتكاسات العقلية تحقق لنا بوضوح على أرض الواقع قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: ((هَلَاكُ أُمَّتِي))، ((يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللهُ))، صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- سبيلنا ، نجاتنا أيها الشباب في كل مكان الرجوع إلى مادة العلماء، إدمان السماع لكلام الألباني لكلام ربيع لكلام ابن باز لكلام ابن عثيمين لكلام الشيخ الفوزان لكلام الشيخ عبيد الجابري، وقس على ذلك، هذه هي مادة السُّني في هذا الزمن، الرجوع إلى الأكابر الرجوع الى العلماء سؤال العلماء، فتجد الثبات كما ذكرنا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال من حيث الاستقاء، لم يجد حتى العامي من أهل السُّنة الثابت الصالح العامي أنه انتكس أو غير أو بدل، بل ثابت أترك العلماء من باب أولى، حتى العامي باستقرا هذا الإمام لم يتغير و يتبدل في مبادئه كما هو تعبير الإمام في مبادئه واعتقاده، فهنيئًا لكم يا معاشر أهل السُّنة هذا الثبات، هنيئًا لكم هذا لطريق، انظر إلى التلون الإخواني، فما كان فالأمس مستحبًا أصبح اليوم محرمًا، أصحاب تلون أصحاب تبدل، مبدلة للمعاني، ما كان في الأمس دعوة، اليوم أصبح هذا الأمر منكر، لذلك يجب على السُّني أن يسعى جاهدًا بمنع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، أقول بالحكمة والموعظة الحسنة، من هذه الموارد البدعية الإخوانية وغيرها من الموارد الباطلة التي تفسر نصوص القرآن على غير مراد الله، هنا الخطر، واليوم في هذا الزمن الحمل ثقيل، فمن الطبيعي أن نجد من يحذر من الإخوان هو إخواني، نجد في هذا الزمن من يحذر من الإخوان وهو إخواني، فاحذر يا عبد الله من الاستقاء من هؤلاء، فاجعل النبع صافي سُنِّي خالص كأمثال العلماء الأكابر وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم؛ لأن آذان المغرب عندكم كما أرسل لي وأقول قولي هذا واستغفر الله لي و لكم وجزاكم الله خير.
حياكم الله وجزاكم الله الخيرات وجميع الأخوة في المسجد يقرئونكم السلام، ويدعون لكم بالثبات
جزاكم الله خير، تحياتي للجميع، وأسال الله لي ولكم الثبات، جزاكم الله خير
اللهم آمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته