اسمعوا هذا السؤال بصيغته العجيبة؛
يقولون: أنتم تتركون المنحرفين مثل: ابن حجر والنووي، وتَتَكَلَّمون على المعاصرين مثل القرضاوي؟
أولًا: أنا أقول:
ألَمْ تَرَ أنَّ السَّيْفَ يَنقصُ قدْرُهُ ** إذا قيل إنَّ السيفَ أمضى من العصا
ايش جاب القرضاوي لابن حجر والنووي؟! ايش جاب هذا لهذا؟!
الثاني: نحن إذا تَكَلَّمنا على ما عند ابن حجر وما عند النووي من انحرافات في الأسماء والصفات نتكلم عليه نصيحةً لأُمَّة محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-، لأن الحق في قلوبنا أجلّ وأَعْظَم.
وثالثًا: التسوية، أو يرى هذا الشخص أن نُسَوِّي بين هؤلاء وبين هذا، هذا من الظلم وهذا من الشَّطَط، فالحافظ ابن حجر والحافظ النووي لهما من النفع ولهما من الفائدة في هذا الشرع الحنيف ما هو معروف لِكُلِّ طالب علم فضلًا عن العلماء، فشروح الحديث، وكتب الحديث، وكتب علوم الحديث، وكتب الرِّجال، وكتب الفقه، وشروح كتب الفقه، ليس لها للقرضاوي نُقْطَة من هذا، هذه الكتب انتفع بها أهل الإسلام، وليس معنى أنَّ أهل الإسلام أيضًا انتفعوا أن نَغُضَّ الطرف عن الخطأ، لكن في المقابل آخرون يريدون أن يجعلون من النووي كالإمام أحمد - معاذ الله- شَتَّان، ويريدون أن يجعلون ابن حجر كالإمام أحمد -معاذ الله - كُلُّ واحدٍ له منزلتهُ، ومقامهُ، ومكانتهُ، فلا يُقْصَرُ به عن منزلتهِ ولا يُرْتَفَعُ به عن منزلتهِ، فالعدل يأْبَى أن نوافِقَ هؤلاء الغلاة، وأيضًا أن نوافق هؤلاء المُمَيِّعين - وإن لم يَرْضَوْا هذه الكلمة- فيضيع دين الله بين الغالي والجافي، والعدل والحق وبين ذلك كُلِّهِ.