لكن لا تنسوا أن الأعداء لا يزالون يريدون أن يفرّقوا هذا الاجتماع.
هم يبثون الآن التفرقة بين هذه الأمة في هذه البلاد، بما دسوه من مبادئ، ومناهج غريبة مشبوهة، تقبّلها بعض الشباب، نسأل الله أن يصلحهم ويهديهم، والله إنهم لا يريدون بنا إلا الشر، وإلاّ لماذا يا عباد الله؟ ألسنا جماعة واحدة؟ ألسنا على دين التوحيد؛ على عقيدة التوحيد؟ ألسنا نعيش في الأمن والاستقرار؟ ما الذي نريد غير هذا؟ لماذا نقبل الأفكار الدخيلة والمناهج المستوردة، وقول فلان وعلان، ممن لا يُعرف لا بدين ولا بعلم، ولا يُعرف من أين تلقى العلم وأين درس، ولا ما هي عقيدته؟ ثم نتلقى ما يقوله، ونتبناه، ونترك ما نحن عليه من الدين الصحيح، والعقيدة الصحيحة، والمنهج السليم، احذروا من هذا يا عباد الله، وحذّروا إخوانكم وأولادكم.
نحن جماعة واحدة، وأمة واحدة، وعلى منهج واحد، وعلى عقيدة واحدة، ودولتنا -ولله الحمد- دولة إسلامية، والحكم فينا بشريعة الله.
أنا لا أقول إننا كاملون، عندنا نقص، ولكن نقص دون نقص -الحمد لله-، ما دام أن الأمر فينا بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والبلاد كلها من أقصاها إلى أقصاها بلاد إسلامية، تُحكم بشريعة الله، والعقيدة واحدة، والمنهج واحد، خلفاً عن سلف.
لماذا إذًا نقبل هذه المبادئ، وهذه الأفكار، وهذه المناهج المختلفة؟ ثم كل طائفة منّا تأخذ منهج، وكل طائفة تعادي الطائفة الأخرى، ونترك المنهج الصحيح السليم الذي كان عليه آباؤنا وأجدادنا، وعاشت عليه أجيالنا وبلادنا، أليس هذا نكران للنعمة؟ أليس هذا كفر بالنعمة؟
لماذا لا نتذكر نعمة الله ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾ [آل عمران:103]؟
ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه اليوم بالأمس، فعلينا أن نستدعي التاريخ، ونقرأ السِّيَر، ونعرف مكاننا، ونعرف ما نصنع، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.