العلامة المدخلي حذر الأمة من داعشية عبدالرحمن عبدالخالق | الشيخ الفاضل محمد العنجري


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ محمد العنجري
  • العنوان: العلامة المدخلي حذر الأمة من داعشية عبدالرحمن عبدالخالق | الشيخ الفاضل محمد العنجري
  • المدة: 18:25 دقائق (‏4.22 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Mono 22kHz 32Kbps (CBR)
التفريغ

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

كتب اليوم في تاريخ 3 صفر 1437 عبد الرحمن عبد الخالق في حسابه في الـ(تويتر) عنوان بقوله: «المداخلة وداعش وجهان لعملة واحدة»، وقال: «المداخلة نسبة لربيع بن هادي المدخلي رأس هذه الطائفة المبدِّعة».

أقول: هذا افتراء على علماء أهل السنة، كعادتك يا عبد الرحمن. إن هذا الغضب وهذه الكتابة تنبئ عن معانٍ، وهذه المعاني قد كشفها هذا الإمام ربيع بن هادي عندما بيَّن حقيقة هذه الدعوات دعوات الجماعات السياسية الإسلامية، التي قد تأثرت بمنهجية سيد قطب، فكان هذا الانعكاس في حسابك في حق هذا العلامة الوالد ربيع بن هادي المدخلي.

ولكن قبل أن أسترسل في هذا الأمر أود أن أُعرِّف من هو عبد الرحمن عبد الخالق، وهل هناك فرق بين عبد الرحمن عبد الخالق وداعش؟ أنا أقول: لا فرق، والبينة على من ادعى.

عبد الرحمن عبد الخالق يقول في كتابه «الأصول العلمية...» ولا أريد أن أكمل مسمى العنوان؛ لأنه باطل لا يستحق المعنى الذي عنوِن فيه الكتاب، فأقول «الأصول العلمية لعبد الرحمن عبد الخالق» في صفحة 26 يقول عن الأمة عن أمة الإسلام في هذا العصر، في السعودية، وفي الكويت، وفي مصر، وفي الأردن، وفي سوريا، وفي العراق، وفي كل دول الإسلام، في باكستان، وغيرها، ماذا يقول عبد الرحمن عن هذه الأمة؟ يقول بالحرف: «تلك الردة الجماعية الهائلة في الشعوب الإسلامية».

هو يرى أن الشعوب الإسلامية ارتدت عن الإسلام؛ أي خرجت عن الإسلام إلى دائرة الكفر، والعياذ بالله. قد يقول قائل: لا، لا أظن يقصد هذا المعنى. فأقول: بل يقصد هذا الكلام، وسأذكر من كلامه ما يبيِّن هذا المعنى.

فهو يقول في كتابه «أضواء على أوضاعنا السياسية» صفحة 76 يقول: «إن تطبيق حكم المرتد سابق لأوانه جدًّا؛ فالمجتمع بكل طوائفه يعيش في ردة حقيقية، إلا من عصمهم الله، وهؤلاء المعصومون قلة، ولا نكابر» انتهى كلامه. ولا نكابر: أي ولا نبالغ، أي أن هذه هي الحقيقة.

انظر إلى منهج هذا الرجل. ما الفرق بين عبد الرحمن عبد الخالق وداعش؟ هذه نقولات، لا يستطيع عبد الرحمن أن يبين هذه الحقيقة التي كتبها في كتاباته.

بل هو القائل في الحوار الصوتي، يقول عن دولة الكويت: «لما دخلت الكويت سنة 1965، الكويت طبعًا الأمر معلوم عنها في ذلك الوقت (يعني سنة 65)، أنها بلد بعيد كل البعد عن الإسلام، وإنها بلد قد انقطعت الصلة بينها وبين الإسلام في الحقيقة». فيقول: «لما جئت الكويت صليت في عدة مساجد، لم أجد شابًّا يصلي».

انظر إلى منهجية هذا الرجل. يعني وكأن أهل الكويت ما يصلّون! يا كذاب! هنا أناس أحياء، وأنا أستطيع أن آتي بألف شاهد على هذه العبارة بأنها كذب في حق الشعب الكويتي، وفي حق مساجد أهل الكويت التي تمتلئ بالمصلين بفضل من الله جل وعلا.

هذه المنهجية لعبد الرحمن، بل حتى أوضِّح لكم حقيقة هذا الرجل الذي يعتدي على علماء وأئمة أهل السنة، ومنهم العلامة ربيع بن هادي الذي رفع لواء الحق في وجوه أهل البدع والأهواء وجماعات التكفير وجماعات الخروج المسلح، لذلك هو في عداء مع هذا العلامة وهذا الإمام.

عبد الرحمن عبد الخالق يقول ويسطِّر بقوله: «إذا امتنع الحاكم عن إقامة الواجب، وجب على أفراد الأمة أن يقوموا بهذا الواجب». هنا، ماذا يعني؟ يعني الجهاد، يعني القصاص والحدود.

انظر إلى دعوته الخارجية. هذه أطروحة عبد الرحمن عبد الخالق، ولا أعلم أحدًا من علماء السنة دعا إلى هذه الدعوة، إلا عبد الرحمن وداعش وسيد قطب.

عبد الرحمن عبد الخالق كتب سلسلة في «مجلة الفرقان» الكويتية يقول: «بأن القتال في البوسنة والهرسك لشباب الأمة» يدعو شباب الأمة هنا، يقول: «القتال هناك فرض عين، ولا يجب أن تستأذن الوالدين». دعا إلى هذا في سلسلة؛ عدد وعددين وثلاثة وأربعة وخمسة، يحث الشباب ويقول: «الجهاد في البوسنة والهرسك فرض عين» وهو جالس في الكويت في بيته، ومن ثم في آخر حلقة قال: «وأنا من القاعدين، وأعتذر، وأستغفر الله عز وجل».

هذه منهجية عبد الرحمن؛ يدعو الشباب إلى الجهاد، ويكتب بخط يده: وأنا لم أذهب ولن أذهب وأنا من القاعدين، وأما أنتم يا شباب الأمة فالوجوب عيني عليكم بالذهاب إلى البوسنة والهرسك، أما أنا عبد الرحمن عبد الخالق لا، أنا من القاعدين، ولا يستحيي! الله أكبر ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾، الله أكبر ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾.

أنت يا عبد الرحمن أردت أن تُظهر ما في قلبك لهذا العالم الذي كشف وفضح من كان على شاكلتك ممن دعا الشباب إلى الجهاد والقتال، ممن دعا الشباب إلى كتب سيد قطب، والحث على هذه الكتب التي تدعو للخروج على الحكام والخروج على المجتمع المسلم وعلى شعوبهم.

نعم، لم أتقوَّل. فأنت القائل: «إن تطبيق حكم المرتد سابق لأوانه جدًّا» لماذا؟ انظر ماذا يقول عبد الرحمن بخطه، باعتقاده، بمنهجه؛ هذا دين عبد الرحمن، فيقول: «فالمجتمع بكل طوائفه يعيش في ردة حقيقية، إلا من عصمهم الله، وهؤلاء المعصومون قلة، ولا نكابر».

إذًا ما الفرق بين دعوتك يا عبد الرحمن وداعش؟! أنت داعشي يا عبد الرحمن، أنت الذي سطَّرت هذا للشباب، أنت من أسباب التفجير في فرنسا، أنت من أسباب ما يحصل في مصر، أنت من أسباب ما يحصل في سوريا وفي العراق وفي ليبيا وفي كل هذه الدول، أنت سطَّرت هذا المنهج، أنت خدمت وقعَّدت الأصول التكفيرية التي سبقك إليها سيد قطب.

أنا لا أقول كما تقول في بعض كتاباتك: «هذه سقطة»، هذه ليست سقطة، هذا تأصيل، لا تقل: سقطة! تدندن دائمًا وتقول: «الشيخ الإمام العلامة ربيع بن هادي ينظر إلى السقطات»، هل هذه سقطات؟ واجه الحقيقة، هذه ليست سقطة، هذا منهج، هذا تقعيد، هذا تأصيل؛ تريد من الشباب الخروج للجهاد، تريد من الشباب أن يعتقد أن المجتمعات كافرة إلا من رحم الله وهم قليل كما قلت، تريد من الشباب أن يقيم الحدود إذا امتنع الحاكم. ماذا ستكون دول الإسلام؟ النتاج: داعش.

إذًا في الحقيقة أقول: عبد الرحمن عبد الخالق وداعش وجهان لعملة واحدة، بالبينة والبرهان.

أما قولك: «بأن العلامة الوالد ربيع بن هادي يبدع الجماعات الإسلامية»؛ أنت تقصد جماعات سيد قطب، أنت تقصد جماعات الإخوان، أنت تقصد الدعوات السياسية الإسلامية التي تسعى للوصول إلى سدة الحكم والسلطنة والوصول إلى القرار السياسي.

هذا خروج ولا شك. أنت تريد الثورات، أنت تريد الدماء، أنت تريد القتلى في كل مكان، فمن يقف في وجه هذه الدعوات التكفيرية الباطلة تنسبه إلى الشر، كما تنسب علماء السنة.

ما موقفك يا عبد الرحمن -وأرجوا أن تكون صريحًا، وأنا أعرف أنك تواري في مثل هذه الأمور- ما موقف عبد الرحمن من كلام الشيخ ناصر الدين الألباني تجاه الجماعات وحديث حذيفة رضي الله عنه؟ ما هو موقف عبد الرحمن عبد الخالق من كلام الشيخ الوالد الإمام ابن باز في تقعيده بأن منهج وفكر الإخوان ومنهج وفكر التبليغ أي: جماعة الإخوان وجماعة التبليغ ليسوا من أهل السنة والجماعة؟ هاه، ماذا ستقول هنا عندما قال المحدث الإمام الألباني ذلك كذلك؟ ما سيكون موقف عبد الرحمن؟!

إذًا المسألة ليست ربيع؛ المسألة الشيخ ربيع، والشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، والشيخ ابن عثيمين. أنت لا ترتضي منهج علماء السنة، فلذلك أخرجت ما في قلبك بلغة بلا أدلة ولا برهان.

ولكن مستمعي في هذه المادة سمع واستمع إلى الأدلة الواضحة البينة في حقيقة نهج عبد الرحمن تجاه المجتمعات والشعوب الإسلامية، وهو نهج موافق ومطابق للطرح الداعشي ولجماعة القاعدة.

أقول: أنت تدعو الناس إلى الثورات، أنت تدعو الناس إلى المظاهرات والمواجهة الدموية، هذه دعوة عبد الرحمن. أنت تدعو الناس إلى الجهاد وأنه فرض عين وتجلس في بيتك، وتكتب بخط يدك وتقول في العدد الأخير لهذه السلسلة تقول: وأستغفر الله وأنا من القاعدين، أما أنتم يا شباب الكويت، يا شباب السعودية، ليبيا، الجزائر، يا مسلمين في كل مكان فرض عين، ولا تنظر لأبيك ولا لأمك. انظر لكلام عبد الرحمن، وإن كان عبد الرحمن جالس في بيته، ويعترف بذلك في مقاله! أعوذ بالله من هذا الطرح.

الإمام ناصر الدين الألباني، الإمام ابن عثيمين، الإمام ابن باز، أظهروا خطر الجماعات السياسية الإسلامية، أظهروا خطر جماعة الإخوان، أظهروا خطر دعوة سيد قطب، أظهروا خطر جماعة التبليغ؛ فهل هؤلاء «خوارج مع الدعاة» كما تقول «ومرجئة مع الحكام»؟! هذه حقيقة دعوة عبد الرحمن عبد الخالق.

أقول: أسأل الله عز وجل أن يطيل بعمر علماء أهل السنة؛ كأمثال العلامة الوالد ربيع بن هادي، وكالعلامة الوالد الشيخ الفوزان، وغيرهم من علماء أهل السنة، أسأل الله لهم الثبات، وأسأل الله لهم التوفيق والسداد.

وما كان هذا العداء منك إلا بسبب ما تبطن يا عبد الرحمن.

وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.