الواجب على الجاهل أن يسكت و لا يتكلم إلا بعلم - الشيخ صالح الفوزان


التصنيفات
القسم العلمي: 
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ صالح الفوزان
  • العنوان: الواجب على الجاهل أن يسكت و لا يتكلم إلا بعلم
  • المدة: 3:45 دقائق (‏1.75 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Stereo 22kHz 64Kbps (CBR)
التفريغ

السؤال:

فضيلة الشيخ -وفقكم الله- كَثُرَ في هذه الفترة السَّب والطَّعن في العلماء الكبار، والحكم عليهم بالكفر والفسق، لاسيما بعد أن صَدَرَت بعض الفتاوى في التفجيرات، وأنَّ عند علمائنا ضعفٌ في الولاء والبراء، فأرجو أن توجِّهوا لنا نصيحةً في الكلام في هذا الموضوع، وما حكم الرد على الشباب القائل بهذا؟

 

الجواب:

الواجب على الجاهل أنْ لا يتكلَّم وأن يسكت ويخاف الله - عز وجل -، ولا يتكلَّم بغير علم قال الله –تعالى-:  { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [الأعراف:33]، فلا يجوز للجاهل أنه يتكلم في مسائل العلم، ولاسيما المسائل الكبار؛ مثل التَّكفير، –وأيضًا- الغيبة والنميمة والوقيعة في أعراض ولاة الأمور، والوقيعة في أعراض العلماء، هذه أشد أنواع الغيبة -نسأل الله العافية-، فهذا أمر لا يجوز.

ومسألة الأحداث هذه الأحداث وأمثالها هذه من شؤون أهل الحَلِّ والعَقْد، همُ الذين يَتَباحَثون فيها ويتشاورون فيها، ومن شأن العلماء يُبَيِّنون حكمها الشرعي، أما عامة الناس وأما العوام وأما الطلبة المبتدئون فليس هذا من شؤونهم، قال الله -جل وعلا-: { وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }[النساء:83]، فالواجب إمساك اللسان عنِ القول في هذه المسائل، لاسيما التكفير، لاسيما الولاء والبراء، الإنسان جاهل بتطبيقه قد يطبقه خطأً، ويحكم على الناس بالضلال والكفر وهو مخطئ، يرجع حكمُهُ عليه؛ لأنّ الإنسان إذا قال لإخيه: يا كافر أو يا فاسق وهو ليس كذلك، رجع ذلك عليه -والعياذ بالله-.

الأمر خطير جدًا، وعلى اللّي يخاف الله -عز وجل- أنْ يُمسِك لسانه، إلّا إنْ كان ممن وُكِلَ إليه الأمر، وهو من أهل الشأن من ولاة الأمور أو من العلماء، فهذا لابد يبحث في هذا الأمر ويشوف الحل، أمّا إذا كان من عامة الناس ومن صغار الطلبة فليس له الحق بأن يُصدِرِ الأحكام، يَحْكُم على الناس، ويقع في أعراض الناس وهو جاهل، ويغتاب ويَنَمْ، ويتكلَّم بالتكفير والتفسيق وغير ذلك، هذا كله تراه يرجع إليه، ما يضرَّ المُتكلَّم فيه، وإنما يَرْجِع إليه المسكين.

على المسلم إنّه يُمسك لسانه، وألا يتكلَّف ما لا يعنيه، الدعاء للمسلمين هذا أمرٌ واجب، إنك تدعو للمسلمين بالنصر وتدعو على الكفار بالعقوبة هذا من حقِّك، أما إنك تَحْكُم تتناول الأحكام الشرعية وتُخَطّي وتُصَوِّب، تِكَلَّم في أعراض ولاة الأمور وفي أعراض العلماء، وتَحْكُم عليهم بالكفر أو بالضّلال هذا خطر عظيم عليك أنت، أنت يا المتكلِّم، وأما هم لا يضرُّهم كلامك فيهم.