السؤال:
فَضِيلَةُ الشَّيْخِ : مَا رَأْيُكُمْ فِي رَجُلٍ يَتَوَرَّعُ أَنْ يَرْمِيَ إِنْسَانًا بِالكُفْرِ بَيْنَمَا لَا يَتَوَرَّعُ بِأَنْ يَرْمِيَهُ بِالعَلْمَانِيِّ أَوْ حداثي، جَزَاكُمْ اللهُ خَيْرًا؟
الجواب:
مَعْلُومٌ أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَرَّعَ عَنْ وَصْفِ الإِنْسَانِ بِالكُفْرِ أَوْ الفِسْقُ أَوْ العَلْمَانِيَّةُ أَوْ الحَدَاثَةُ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَلْقَابِ السُّوءِ حَتَّى نَتَبَيَّنَ ثُمَّ نَحْكُمُ عَلَيْهِ بِمَا يَسْتَحِقُّ، وَالعَلْمَانِيَّةُ وَالحَدَاثَةُ إِذَا كَانَتْ كُفْرًا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ نَرْمِيَهُ بِأَنَّهُ عَلِمَانِي حدثي أَوْ نَقُولُ هُوَ كَافِرٌ، لَكِنْ كَلِمَةُ الكُفْرِ صَرِيحَةٌ وَاضِحَةٌ كُلُّ إِنْسَانٍ يَعْرِفُ أَنَّكَ إِذَا قُلْتَ: فُلَانُ كَافِرٌ أَنَّهُ خَارِجَ عنْ الإِسْلَامِ لَكِنْ إِذَا قُلْتِ عَلِمَانِي أَوْ حداثي رُبَّمَا يَفْهَمُ أَنَّ فِيهِ شَيْئًا مِنْ العَلْمَانِيَّةِ أَوْ الحَدَاثَةُ الَّذِي لَا يُوصَلُ إِلَى الكُفْرِ. وعلى كل حال الوَاجِبِ الوَاجِبِ أَلَّا نَتَنَابَزَ بِالأَلْقَابِ وَأَلَّا نَصِفَ أحداً بشيء، إِلَّا إِذَا كَانَ متصفاً بِهِ حَقِيقَةً؛ لِأَنَّ التَّسَرُّعَ بِهَذِهِ الأُمُورِ يُؤَدِّي إِلَى المفاسد وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ((أَنْ مَنْ دَعَا رَجُلًا بِالكُفْرِ أَوْ قَالَ: يا عدو اللهُ وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ رَجَعَ عَلَى القَائِلِ))