حكم العمل بالمباحث العامة للدولة - الشيخ عبد العزيز بن باز


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: عبد العزيز بن باز
  • العنوان: حكم العمل في المباحث العامة للدولة
  • المدة: 2:41 دقائق (‏629.89 ك.بايت)
  • التنسيق: MP3 Mono 22kHz 32Kbps (CBR)
التفريغ

حكم العمل في جهاز المباحث
للإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -

السؤال :
أنا أعمل في المباحث العامة ، وقد سمعت من بعض إخواني أن هذا العمل حرام ؛ لأن فيه تجسس على المسلمين ، وقد يدخل فيه الشرك ؛ لأنه يدخل المسجد ليس لصلاةٍ ولكن من أجل مراقبة إمام المسجد . وأنا أرجو من سماحتكم الجواب الكافي .

الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه . أما بعد :

فلا ريب أن المباحث فيها خطرٌ عظيم على رجالها ، ولٰكن من قصدَ منهم الخير ، والنفع للمسلمين ، وحماية البلاد من شرِّ الأشرار ، والسعي فيما يتعلَّق بالإصلاح والنفع العام ؛ هذا لا يضرُّه ذلك ، وعلى حسب نيَّته يُؤجر في أعماله فيما يتعلَّق بالتجسُّس على من يُخشى شرُّه على المسلمين .

وذٰلك معناه :
• البحث عنهم والتعرُّف عليهم ،  وليس من التجسُّس الذي حرَّمه الله .
• والتعرُّف على أهل الشرِّ ؛ لإبعادهم من البلاد ، أو لمجازاتهم على ما يفعلون ، ممَّن أظهر الشرَّ بين المسلمين .
• وهكذا التعرُّف على أئمة المساجد ، هل قاموا بواجبهم ؟ هل هم صالحون للإمامة أم ليسوا صالحين للإمامة ؟

كل هذه أعمالٌ لها أهميَّتها ولها فضلها ، والواجب على المسؤولين عنها أن يعتنوا بها ، وأن يُراقبوا .

• هكذا المؤذِّنون ، وهكذا غيرهم كالفرّاشين ، وهكذا الأمور الأخرى .

فإذا كان المقصود من ذلك هو نفع المسلمين ، والتعرُّف على من قام بالواجب حتى يُشكر ويُقَرَّ ، ومن كان عمله خلاف الحق ومن كان يضُرُّ في أعماله حتى يُمنع من ذلك ؛ بتعزيره على ما فعل ، أو فصله من عمله ، أو إبعاده من البلاد لأعماله السيئة ، فهذا له أجرُهُ على ما فعل .

أمّا التجسُّس لإيذاء المسلمين ، وظُلمِهم ، والعدوان عليهم ؛ لأخذه المال ، ولكونه يتقرَّب بذٰلك إلى المسؤولين ، ولا يهمُّه إلّا مصلحته الحاضرة العاجلة ، فهذا عليه خطرٌ عظيم وبلاءٌ كبير ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله .