السَّلفيــَّةُ لـنْ تنتهــيَ
الشًّيخ .د. محمَّد أمان الجاميَّ -رحمه الله-
من ثبَّته اللهُ وثبَتَ على العقيدة الَّتي كان عليها رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- نحو ربِّه في إثبات جميع الصِّفات -وهي الَّتي كان عليها الصَّحابة والتَّابعون- مَن سار على هذا المنهج؛ فهو من الفرقة النَّاجية مهما تأخَّر به الزَّمن.
صلاح المنهج معروفٌ ومحلُّ إجماع، ومَن يُريد أنْ يكون مِن الفرقة النَّاجية –بإذن الله تعالى وتوفيقه- يدرس المنهج، ويكون على يقين في فهم المنهج، ويسير على هذا المنهج، لا ينظر إلى الوقت الَّذي هو فيه، ليس معنى السَّلفيَّة -كما يزعم بعضُ المتحذلقين- فترةً زمنيَّة انتهتْ!
لا! هذه مُغالطةٌ.
السَّلفيَّة لن تنتهيَ؛ لأنَّ السَّلفيَّة ذلك المنهج!
انظر ماذا قال النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، انظر إلى هذا الأسلوب: "إنِّي تاركٌ فيكم" -تاركٌ! ما الذي ترك فينا؟- "ما إنْ تمسَّكتم به لنْ تضِلُّوا أبدًا كتاب الله".
مَن تمسَّك بما دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة حتَّى يرفع اللهُ الكتابَ –سيُرفع هذا الكتاب يومًا ما- وعمل به فهو مِن الفرقة النَّاجية مهما تأخَّر به الزَّمن؛ لذلك تشويش بعضُ المشوِّشين في زعمهم يُقدِّسون السَّلف والسَّلفيَّة! ثُمَّ يقولون تلبيسًا: إنَّها قد انتهتْ، فترةٌ مِن الزَّمن انتهتْ بانتهاء الصَّحابة!
مُغالطةٌ! لا ينبغي أنْ تنطليَ مثلُ هذه المُغالطة على الشَّباب.
السَّلفيَّة منهج ربانيٌّ مستَمِرٌ لن ينتهيَ، ولنَ يُرفعَ إلاَّ مع رفع الكتاب، ومحو الكتاب مِن الصُّدور، وإنَّما يُرسلُ اللهُ الرِّيحَ لتقبض أرواح المُؤمنين حتَّى لا تقوم السَّاعة إلاَّ على شرار الخلق، بذلك ينتهي كُلُّ خير وكُلُّ شيء، وقبل ذلك تبقى السَّلفيَّة والسَّلفيُّون..