بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم . أما بعد :
رسالة إلى أخي هاني بريك - هداني وهداه الله -
يعلم الله أني أحب الخير لكل من ينتمي للسُّنة ، عاملًا بأصولها ، مهتديًا بما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فإن هذا من مقتضى قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » .
ومن تلكم الأصول السُّنية التي كان عليها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله تعالى ، وتحريم الخروج عليهم والسعي في ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، أو تهييج العامة على ولي الأمر ولي أمرهم ودعوة الناس للمطالبة بالانفصال وما شابه ذلك عن ولي الأمر الشرعي وتمزيق وحدة المسلمين ، مما قد يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة وفتن وبلاء ؛ كسفك الدماء ، وقطع السبل ، وغير ذلك مما لا يعلم عاقبته الوخيمة إلا الله .
وقد تميزت دعوة أهل السنة أتباع ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن غيرها من الدعوات البدعية وأهل الأهواء دعوات الفتن ؛ هي الدعوة إلى الخروج على ولي الأمر بالمظاهرات والانقلابات والاعتصامات تحت دعوى الإصلاح ، وهذا مما يجب على كل منتسب للسُّنة يرجو الله واليوم الآخر أن يُنكره ويحذِّر منه أشد إنكار وتحذير ، فإنما عِزَّة صاحب السنة بالتمسك بما كان عليه أصحاب النبي والاعتزاز بذلك .
ولقد ساءني والله يا أخ هاني وكثيرًا من أهل السنة ما صدر منك ؛ من وقوفك مع المتظاهرين ، وتهييجك لهم ، ودعواك بلُغة خطابية لفصل الجنوب جنوب اليمن ، ومداخلة هؤلاء الذين يهدفون إلى ذلك في وجه ولي الأمر ، وهو الرئيس عبد ربه منصور هادي ، مع إقرارك بأن ابن منصور هو ولي أمرك ! فكيف يلتقي خطابك الثوري مع المتظاهرين وهم يدعون إلى الخروج وإلى الانقسام عن ولي الأمر ؟!
وهذا صريح المخالفة لما كتبتَ في 13/ 5 في حسابك في الـتويتر ، وكان ذلك في 2 ليلًا و8 دقائق ، بقولك : أنا شخصيًّا لم أُعلن الخروج على ولي الأمر الرئيس عبد ربه منصور أو دول التحالف ، وإذا كان بعض الإخوة في المجلس الانتقالي لهم رأي آخر ، فهذا شأنهم . انتهى كلامك .
فكيف نوفِّق ؟ فإذا كنتَ لا ترى رأي هؤلاء في عدم اعتبار الرئيس هادي - وفقه الله إلى كل خير - أنه ولي أمر ، أو أنهم يدعون إلى الانفصال وشق عصا الطاعة ، فلمَ تشاركهم في دعوتهم الانفصالية ؟ أليس الانفصال خروجٌ على ولي الأمر ولي أمر بلادكم ؟!
فأسأل الله تعالى لي ولك بالتوبة النصوح ، وبراءةً من مسالك أهل البدع والأهواء ؛ كالإخوان المسلمين ورءوسهم ؛ كسيد قطب ، صاحب مثل هذه الدعوات التي تدعو إلى الخروج والفتن على ولي الأمر ولي أمر بلادكم .
وفي نهاية الكلمة أود أن أقول : هناك من يريد أن يترك أصلًا من أصول أهل السنة المقررة في اعتقاد أهل السنة ؛ لأجل ما يتوهَّم حصوله غدًا من تقديرات وتكتيكات سياسية إلى غير ذلك . فهذا ليس له اعتبار ، الحاكم ولي الأمر ظاهر فكيف يُسكَت عن الخروج عليه ؟! هذا أمر منكر ، ونحن نقول : إن الحاكم وولي الأمر الظاهر يجب نصره والوقوف معه . ثم أهل السنة غدًا أو بعد غد سيكون حالهم كذا وكذا ويُترك الحاكم ! هذه من الأساليب الإخوانية ، من الأساليب المنكرة ، ومن التحايل .
فلذلك أوصي نفسي وإخواني بالالتزام بنصوص الكتاب والسنة على ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وجزاكم الله عنا خير الجزاء .