بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا .
هذه الكلمة عنونت بـ " المحرِّشون في الفتنة "
إن من المقرر في اعتقاد المسلم فيما يخص ولاة أمر المسلمين : الدعاء لهم بالصلاح والعافية ، والسعي في النصح لهم ، والمؤالفة ، وتأليف الناس عليهم . وإذا ما حصل خلافٌ بين ولاة أمر المسلمين ، فالواجب على المسلم الكف عن التحريش بينهم ، فإن التحريش في الفتنة سبيل الشيطان والعياذ بالله ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم - بما معناه - عن الشيطان : أنه يحرِّش بين المسلمين في جزيرة العرب .
لذلك ينبغي أن يمسك المسلم لسانه وقلمه عما يحصل من الخلاف بين ولاة أمر المسلمين حين الفتنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » ، وأمور الحكم والدولة مما يخص ولاة الأمر دون غيرهم . فالأمور التي تخص الحكم والدولة ، فهذا الأمر من اختصاص ولاة الأمر دون غيرهم من عامة المسلمين ، أي : الشعب . وليسعَ المسلم في مثل هذا الحال - حال الفتنة - جاهدًا بالدعاء لصالح حال المسلمين حكامًا ومحكومين .
وأما من اشتغل أو انشغل أو أشغل نفسه بالدخول فيما يقع بين ولاة أمر المسلمين من خلافات ونزاعات ، فيدخل متهوِّرًا وجاهلًا بالأمر الشرعي الذي نعتقده ونتعبَّد الله سبحانه وتعالى به . فيدخل متحرِّشًا بين دول المسلمين ، إما تصريحًا أو تلميحًا ، كما هو منتشرٌ في هذه الأيام ، فيسعى بإضرام الفتن ، ويوغر الصدور على بعض ولاة أمر المسلمين متستِّرًا تحت مسميات يخترعها ؛ كالضرب في بعض أسماء الدول الإسلامية ، فهو لا يسمي الحاكم ولكن يسمي الدولة وهو يريد ولاة أمورها . فتزيد الفتن ويزيد الشر ، ويعمل على تهييج المسلمين على ولاة أمرهم ، وكل هذا مما يخالف الشرع ويضاد مقاصده .
فنسأل الله تعالى أن يُصلح أحوال المسلمين حكامًا ومحكومين ، فهكذا هدي المسلم ، والحمد لله رب العالمين .