بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
عنوان الكلمة : الإخوان المسلمون خطرٌ بالأمس واليوم وغدًا
سمعنا اليوم أبواقًا وأصواتًا وقرأنا كتاباتٍ من ساسة الإخوان المسلمين في الكويت ، وكوادرهم ، ومن على فكرهم وهو مستخفٍ ، أو متأثِّرٍ وهو لا يدري بمناهجهم ، سمعناهم يقولون ويدندنون في الـ ( سناب شات ) أو مواقع التواصل : خليجنا واحد خليجنا واحد ! ولا شك أنها كلمة يصدِّقها الواقع ، نعم يصدقها الواقع ، وهي كلمة حق ولكن أُريدَ بها باطلٌ .
وأما كونهم يريدون بها باطلًا فظاهرٌ من كلامهم ، فانظر حين يقول كثيرٌ منهم : لا نقف مع هذا ولا ذاك . لاحظ معي : لا نقف مع هذا ولا ذاك ، مما يُظهر لك ما يعتقده القائل ، فهذه سمٌّ دُسَّت في العسل ؛ لإضعاف سلطة سلطان ولي الأمر . وكان الواجب على المسلم أن يقول : إننا نكل الأمر إلى ولي الأمر ، ونحن معه ، نعم ونحن معه فيما يرى في غير معصية الله . فلو قال هؤلاء ذلك لكان موافقًا لاعتقاد المسلم ، الموافق لمنهج ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ كأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
ومما يدلُّك على إخوانيتهم أنهم لم يسلكوا هذا المسلك في كثيرٍ من المواقف الفاضحة ، وأوضحها وأصرحها ما أسمَوه بالخريف العربي . فهلّا كان - أيها الإخواني - هذا قبل هذا ؟!
فتنبَّه أيها المستمع إلى لغة التخندق والتستر بالعبارات الرنَّانة المؤثِّرة ، وهي برَّاقةٌ ولا شكَّ ، حينما يقول هؤلاء : خليجنا واحد . يدندنون في هذا اليوم بهذه العبارة وهم لا يعتقدون ، لاحِظ معي : لا يعتقدون بولاية ولاة أمر المسلمين شرعًا في عامة دول الخليج . إلا أنهم وإن نطقوا بذلك ، ولكنهم ترى تاريخهم الواضح يدعون إلى المظاهرات ضد ولاتهم وحكامهم ، ومنابذة ولي الأمر ، ويخوضون فيما هو من شأن الولي ولي الأمر دون غيره ، ويسلكون مسلك الشر في إثارة العامة على ولاة الأمر - وهذا نهجٌ لهم ، للمتابع لهم بأدوات التواصل - ، ويسعَون جاهدين لإبراز معائب السلطان ؛ ليوغروا الصدور لتهييج العامة على ولاتهم .
ويجب أن نركِّز على وجوب طاعة ولاة الأمر ، هذا نهجٌ لأهل الحق ، يجب أن نركِّز على وجوب طاعة ولاة أمرنا في بلداننا ، فيما يرونه من قراراتٍ فيها حفظ أمن البلاد ودفع الضرر والفساد الذي يمكن أن يصل إليها ، ما دام ذلك في غير معصية الله تعالى ، مع عدم الخوض فيها ، لاحِظ : مع عدم الخوض فيها .
أُمرنا بذلك حال الأمن وحال الخوف مِن ردِّ الأمور لولاة الأمر ، قال تعالى من فوق سبع سماوات : ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ ﴾ لاحِظ : ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ انتهت الآية . فسواء كنا في حال أمن أو حال خوف - ما يُخاف منه مما يراه ولي الأمر - ففي الحالَين عاب وأنكر الله تعالى على الذين يسعَون بإذاعة الأخبار ، وأن يكلوا الأمر أمر الأمن أو الخوف إلى ولاة أمرهم ؛ أي الحكام ، أي الأمراء ، أي السلطان .
وفي الخاتمة : فإن الإخواني صاحب هدفٍ واضح ، يتشاكل ويتناغم مع أبناء خط الخميني وحزب الشيطان حسن نصر الله والحوثيين ، فهؤلاء يتشابهون ويتشاكلون أيضًا مع التكفيريين كداعش والنصرة والقاعدة . فإن اختلفت عقائد كل هؤلاء بين بعضهم البعض ومناهجهم وقاداتهم وعقيدتهم ، إلا أنهم يتماثلون بـ « الغاية تبرر الوسيلة » ، بقاعدتهم : الغاية تبرر الوسيلة ، والغاية عندهم - كل هذه الأطياف على اختلاف أسمائهم ومذاهبهم وأصولهم - : الوثوب على الدَّولة والسلطة ، أو العمل على تشكيل القرار السياسي .
أسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين حكامًا ومحكومين ، وأن يوفِّق الجميع لما فيه صلاح البلاد والعباد ، واللهَ أسألُ أن يوفِّق ولاة أمر المسملين في بلاد الخليج العربي وفي سائر بلدان المسلمين ، إنه سميع قريب .