من سب أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- و تنقصهم فإنه يسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنهم أصحابه، وأعوانه وأنصاره، فإذا طعن فيهم طعن في الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
يكون الرسول هو الذي جمعهم، وهو الذي سار بهم، و هو الذي يدبر شؤونهم، هذا طعن فالرسول -صلى الله عليه وسلم - أنه يستصحب أناسًا أشرارًا، أنه يستصحب أناسًا أشرارًا، هذا طعن في الرسول -صلى الله عليه وسلم - وأن صاحبيه أبي بكر وعمر هم الجبت والطاغوت يقولون الجبت والطاغوت أبو بكر وعمر، هذا طعن في الرسول -صلى الله عليه وسلم - كيف يكون صاحباهُ ووزيراهُ يكون جبت وطاغوت!
إذًا الرسول لا يفهم ولا يعرف -نسأل الله العافية- الرسول أيضًا يمدح الصحابة ويثني عليهم إذا وما يعرف حقيقتهم يقول: ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ)) يمدحهم فإذًا يكون الرسول قد غلط في مدحهم والثناء عليهم وهم أشرار جبت و طاغوت وكفرة، هذا طعن في الرسول -صلى الله عليه وسلم - بل هذا طعن في القرآن ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾] الفتح:18[،﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ﴾] التوبة:117[،﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾] التوبة:100[، إذًا هذا في القرآن الذي أثنى عليهم، ومدحهم.
فلا يسب الصحابة من في قلبه ذرةٌ من الإيمان.