الانحراف المنهجي بالإنكار العلني على السلطان
للشيخ محمد عثمان العنجري
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فقال الله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. نعم، هذا هو هدي المسلم؛ فهو مستسلم للكتاب والسنة.
والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا وأرشدنا في النصيحة لذي سلطان بقوله: «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه». هذا هو منهج أهل السنة في الإصلاح، أما طريقة أهل البدع فهي مخالفة لهذا النهج، وتدعو إلى الخروج وإلى الفتن وإلى الدماء.
وأقول: لقد تكلمت بهذه الكلمة بعد صدور القرار الذي أصدره ولي الأمر في الأمس، ولكن رأيت تهافت الآراء وتتابع الأقوال ممن كان ظاهرهم السنة في وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة منحرفة مشابهة للخوارج وأهل البدع، فأظهروا الامتعاض والمخالفة بالتعريض والتلميح الواضح لقرار ولي الأمر.
وهذا مخالف لطريقة أهل السنة، ومخالف لمنهج وأصول أهل السنة، وهذا لا يجوز شرعًا، فقد تشابهتم مع جماعة الإخوان وجماعة داعش وقس على ذلك. بل أسلوبكم هذا مدعاة لتأييد الجماعات البدعية في طريقتها في الإنكار، وتصحيح منكم لمذاهبهم، بما قمتم به.
فأقول: كلامي هذا لمن ظاهره السنة، أنا لا أوجه كلامي للإخواني وللمنحرف ولأهل البدع، بل كلامي لمن كان ظاهرهم السنة: كيف تشاكلتم وتشابهتم في أساليبكم مع الإخوان، ومع السرورية، ومع نهج سيد قطب؟! هذا في أمر اجتهادي، في أصله مباح ولكن حكم العلماء بحرمته من باب درء المفاسد. فكيف وقفتم بهذه الطريقة البدعية في وسائل التواصل الاجتماعي؟!
أقول: لقد نقلتم فتاوى، وتعرضتم بطريقة معينة، وذكرتم بعض أقوال العلماء في بيان حكم شرعي، في هذا الوقت؛ هذا اعتراض لا يجوز شرعًا. فلذلك أسأل الله لي ولكم المغفرة فيما صنعتم.
وأقول: لقد عنونت هذه الكلمة بـ"الانحراف المنهجي بالإنكار العلني على السلطان"، هذا انحراف منكم عن منهج أهل السنة، وأسأل الله لي ولكم الاستغفار والتوبة مما صنعتم.
وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.