النصيحة لمن تكون؟ وأين مجالاتها؟ بينها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بحديث موجز، من جوامع كلمه – صلى الله عليه وسلم -، وذلك في حديث تميم الداري –رضي الله عنه - قال: ((قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- الدين النصيحة، قلنا لمن هي يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم)) فجعل مجالات النصيحة أربعة؛ وبها يتكامل الدين، الدين كله، بمراتبه الثلاث الإسلام والإيمان والإحسان، كله يدخل في النصيحة وهي باختصار أن يتوافق الظاهر مع الباطن في الإيمان والدين هذه هي النصيحة، فالنصيحة لله - جل وعلا- عبادته وحده لا شريك له، عبادته وحده لا شريك له، أما من يعبد الله ويعبد غيره فهذا ليس ناصحًا هذا مختلط، هذا مختلط غاش، لا يكون ناصحًا لله إلا إذا أخلص عقيدته لله، { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾} [البقرة:112] أسلم وجهه لله يعني أخلص لله في ظاهره وباطنه هذه هي النصيحة، وهو محسن المتبع للرسول – صلى الله عليه وسلم-، لا يتبع غير الرسول، أو يقلد غير الرسول؛ وإنما يكون قدوته وإمامه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في عبادته لله، يعبد الله على ما جاء به هذا الرسول – صلى الله عليه وسلم-، لا يعبد الله على ما جاء به فلان أو علان أو الشيخ الفلاني أو على الطريقة الفلانية أو ما أشبه ذلك، ومن النصيحة لله - جل وعلا - إثبات أسمائه وصفاته، كما جاءت في الكتاب والسنة، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، هذا من النصيحة لله – سبحانه وتعالى -.