السائل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ:
وعليكم السلام ورحمة الله
السؤال:
يا شيخ هل قول الله تعالى: ﴿ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون﴾[المؤمنون: ٥٣] هل هو على سبيل الذم أم أنه يجوز التحزب وإنشاء الأحزاب وما إلى ذلك؟
الجواب:
يا أخي الله أمرنا بالاجتماع على طاعته –سبحانه وتعالى- وأن نكون أمةً واحدة، ونهانا عن التفرق ﴿إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92] ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105] ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖوَاصْبِرُوا ۚ إِنَّاللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال: 46].
فعلينا أن نجتمع على طاعة الله-عز وجل- فمن فارق الجماعة قيد بشر مات ميتةً جاهلية
فعلينا أن نجتمع على طاعة الله، وعلى أمة الإسلام، ولا نتفرق و الله – جلَّ وعلا- قال: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾[آل عمران: 103].
وأما قوله تعالى: ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٣] هذا من باب الذنب، لأنه لم يكف أنهم تفرقوا بل كتبوا كتبًا كل واحد يؤيد ما هو عليه بالحجج الباطلة والترويجات الكاذبة، يعتمدون على كتبهم الباطلة وأنها تخالف ما عليه الآخرون، وهذا لا يجوز، الله أمرنا أن نعتصم بكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- ولا نكتب كتبًا من عندنا نختص بها و [.......] من الآخرين
نحن أمة وحدة كتابنا واحد وهو القرآن، والله -جل وعلا- أنزل القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء:٥٩].