السؤال:
يذكر بعض الكتاب أن ولي الأمر الذي تجب مبايعته هو ولي الأمر العادل، أما ولاة الجور والظلم فلا تنعقد بيعتهم، ولا تجب طاعتهم.
الجواب:
هذا خلاف السُّنة، النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- أمر بطاعتهم وإن جاروا، وإن ظَلموا، ما لم تروا كفرًا بواحًا، عندكم عليه من الله سلطان، هذا كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم-، فأخطاء ولاة الأمور لا تُجيز الخروج عليهم، إلاّ إذا بلغت حد الكفر، وكان هناك استطاعة لاستبدالهم، أمّا إذا لم يكن هناك استطاعة، فأيضًا يجب الصبر حتى يأتي الفرج، أما أننا نتخذ من أخطائهم سبيلًا للنيل منهم، والتقليل شأنهم، وإلى آخره، فهذا كما أشرنا في الكلمة أن هذا أمر يترتب عليه أضرار كبيرة، فلا يجوز، ولا يُحزن، ولا يجلب خيرًا، ولا يدفع شرًا، وإنما يُحدث فتنة، لا يُشترط في ولي الأمر أن يكون كاملًا، فيه أخطاء، لكن ما دامت الأخطاء دون الكفر فإنها تتحمل، لأن الصبر عليها أسهل من الخروج الذي يشق عصا الطاعة، ويسفك الدماء، ويحل الكلمة، ويتسلط الأعداء على المسلمين.