من النصيحة لولاة الأمور النصيحة لهم فيما بينك وبينهم، أما الكلام أمام عامة الناس فإن هذا خروج عليهم - الشيخ صالح الفوزان


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ صالح الفوزان
  • العنوان: من النصيحة لولاة الأمور النصيحة لهم فيما بينك وبينهم أما الكلام أمام عامة الناس فإن هذا خروج عليهم
  • الألبوم: محاضرة: النصيحة وأثرها في وحدة الكلمة
  • المدة: 2:44 دقائق (‏1.28 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Stereo 22kHz 64Kbps (CBR)
التفريغ

كذلك النصيحة لهم -إيصال النصيحة لهم- فيما بينك وبينهم، لا أن تقف على منبر أو عند شريط وتذكر معايب الولاة وأخطاء الولاة، هذا من الخروج عليهم، هذا يسبب الخروج عليهم وإيغار الصدور ضدهم. بل إذا حصل عندك أو أدركت خطأً وتمكنت من مناصحتهم مشافهةً أو مكاتبةً أو أن توصي من يتصل بهم، فإنك يجب عليك ذلك، هذا من النصيحة لهم، أما أن تذكر معايبهم وأخطاءهم في مجالس الناس وفي الندوات والخطب وغير ذلك، فهذا من الغش لولي أمر المسلمين، ومن التشهير، وهذا يسبب الخروج على ولاة أمور المسلمين، ويسبب شق عصا الطاعة وتفريق كلمة المسلمين، ولا يجدي شيئًا.

الله -جل وعلا- قال لنبيَّيْه ورسولَيْه موسى وهارون -عليهما السلام- لما أرسلهما إلى فرعون قال: {فَأْتِيَاهُ}، ما قال: قفوا بالشوارع أو بالأمكنة أو بالحفلات وسبُّوه! لا، قال: {فَأْتِيَاهُ} [طه:47] {فَقُولَا لَهُ} [طه:44]، شوف كلمة (له)، ما تقولا لغيره! {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، هذا هو طريق مناصحة ولي أمر المسلمين، هذا مع كافر فكيف مع ولي أمر المسلمين؟ يقول الله في كافر يدعي الربوبية: {فَأْتِيَاهُ}، {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، فكيف بولي أمر المسلمين؟

تقول: أنا ما أقدر أروح عنده ولا أقدر أبلغه، طيب ما كلفك الله، إذا صرت ما تقدر {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]. لا تنشر هذه الأخطاء وتقول: أنا ما أقدر أصل إليه، وهذا من الأمر بالمعروف والنهي [عن المنكر]! هذا هو المنكر نفسه ما هو بنهي عن منكر، هذا هو المنكر نفسه، هذا يُفسد ولا يُصلح.