السؤال:
مجموعةٌ من الشباب يخرجون كُلَّ أربعاء أو خميس يُخصصون الطُّلاب للخرجة وهيَّ عبارة عن مجموعات من الشباب على شكل هرم ووضع على كل مجموعة أمين يوجه الشباب مع أنه ليس من طُلاب العلم ويجعل لهم برامج يمشون عليها من هذه البرامج مسابقات ثقافية ورحلات شهرية بما فيها من المسيرات الليلة ولعب الكرة وإلقاء الدروس من المشاركين في الخرجة الذين ليس عندهم من العلم في الغالب وانتقاء المثقفين منهم بجلسات سرية وكذلك لا يستطيعُ أحد هؤلاء الشباب أن يذهب إلى خرْجةٍ أخرى إلا بعد إذن أميره ويُحذرون من كل ما يُحذر من هذه الخرْجات ولو كان من أهل العلم ، هل هذا من منهج السلف الصالح أم لا ، أثابكم الله ؟
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قيوم السماوات والأراضيين، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله وصفيه الأمين -صلى الله عليه- وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلَّم تسليماً كثيراً ،أما بعد .
فقبل أن أبدأ في الجواب على هذا السؤال وما بعده من الأسئلة، أُنبَّه أبناءنا من شباب الإسلام عامة وشباب السُّنَّة خاصة أن يحرصوا على ما ينفعهم من الفقه في دين الله، وأن يجتهدوا في العمل الصالح، وأن يتعاونوا على نشر التوحيد والسُّنَّة، وعليهم أن يلزموا أهل العلم المعروفين بالرسوخ بالعلم والفقه والمشهود لهم بصحة المعتقد وسلامة المنهج، وأن لا يغترّوا بالكتب الفكرية، وأن يحذروا كُلَّ فكرٍ وافدٍ عليهم؛ لأنَّ الأصل في هذا البلد أنَّه بلدُ التوحيد والسُّنَّة،فعليهم أن يختبروا كُلَّ وافد وان يرقبوا حاله فإن كان يدعو إلى ما يدعون إليه ويُقررُ بالمنهج الصحيح الفقه في دين الله والدَّعوة إلى الله من الكتاب والسُّنَّة وفق سيرة السلف الصالح ،فذاك طُلْبَتَهُم وهو منهم كما أنهم منه .
وإن كان هذا الوافد على غيرِ ما هم عليه فعليهم الحذر منه والابتعاد عنه فإنَّه صاحب فتنة يُريدُ أن يُفرق الكلمة، ويشق جماعة المسلمين ويجعل أهل السُّنَّة شيعاً وأحزاباً، أمَّا ما سألت عنه من حال هذه الجماعة أو المجموعة فهذه الجماعة جماعةٌ إخوانية، وجماعةُ الإخوان إحدى الجماعات الدَّعوية الحديثة التي كُلُّها ضالة مُضلة ،وقد تكلمتُ في هذه الجماعة وذكرتُ ما تيسر لي من السرد التاريخي عنها ،منهجياً وعقدياً ،فليُرجع إلى تلك الأشرطة ومنها ما حدَّثتُ به الحاضرين وعبر الشبكة في دورة جدة الأخيرة، دورة الإمام محمد بن إبراهيم –رحمه الله- ، والدليل على إنها إخوانية إن لم تكن سرورية قطبية ما تضمَّنه السؤال من أمور :
أولاً : أنَّ من يُلقي الدروس ليسوا معروفين بالعلم.
ثانياً: الإمارة، فإنَّ الإمارة المشروعة في السُّنَّة إمارتان؛ إحداهما الإمارة العامة وهذه من يلي أمر المسلمين منهم وثانيتهما الإمارة الخاصة وهيَّ في السفر .
الثالث: الجلسات السرية والتي يُخصصُ لها أُناسٌ معروفون.
الرابع: المسيرات .
هذه الأمور الأربعة دليلٌ صريحٌ على أنَّ تلك الجماعة جماعةٌ بدعيَّةٌ ضالة، وإن انتسبت إلى الدَّعوة وتسمى المنتسبون إليها بالدُّعاة فلا تغتروا بها.
والدَّعوة عندنا مربوطة بجهةٍ مُعينة هيَّ وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدَّعوة والإرشاد وما تفرع عنها من مراكز الدَّعوة، فلا يحقُّ لأحدٍ ولا يسوغ لأحد أن يكون جماعةٍ يُسميها جماعة الدَّعوة، وإن كانت تلك الجماعة على السُّنة، بل لابد من الارتباط بمراكز الدَّولة التي وكلت إليها أمر الدَّعوة إلى الله وتنظيم ذلك، وإلا كان ذلكم الإنسان الذي اختطَّ لنفسه خُطَّةً يدعو فيها إلى الله بغير إذن الجهةِ المسئولة مُفتاتٍ على وليَّ الأمر .