معنى الشهادتين شرعا و لغة - الشيخ عبيد الجابري

معنى الشهادتين شرعًا و لغة - الشيخ عبيد الجابري – حفظه الله-

ثانيًا الشهادتان: والشهادتان أو معنى الشهادةِ في اللغة لها معنيان:

 أحدهما: الحضور ومنه شهد المشاهد، شهد بدر وما بعدها، وقالوا ذلك في تراجم الصحابة -رضي الله عنهم - كان يشهد الصبح جماعة يعني يحضر.

 والثاني : الأعلام والأخبار وهو أنه ومن أمثلته شهد فلان على فلان بكذا أي أخبر وأعلم، أما معنى الشهادة أو الشهادتين شرعًا: فهو إقرارُ المكلفِ على نفسهِ لله بالوحدانية ولنبيهِ - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة ظاهرًا وباطنًا.

 والشهادتان متلازمتان لا تنفك إحداهما عن الأخرى , فمن حقق شهادة أن لا إله الله تحقق له تجريد الإخلاص لله وحده، ومن حقق معنى شهادةِ أن محمدًا رسول الله تحقق له تجريد المتابعة لرسول الله –صلى الله عليه وسلم -.

 وهذان شرطانِ لايقبلُ الله عملًا دونهما، فلا بد من اجتماعها، ولهذا قال علماؤنا: العمل إن فقد الإخلاص لله كان شركًا أو رياء، وإن فقد المتابعة لرسول الله كان بدعة، وإن جمع العمل الإخلاص لله والمتابعة لرسوله –صلى الله عليه وسلم – فهو عمل أهل السنة.

 وقالوا : أيضًا الأعمال من حيث الإخلاص لله والمتابعة لرسوله –صلى الله عليه وسلم - أقسام أربعة:

 إحداها: ما كان خالصًا لله وصوابًا على سنة رسول الله.

 وثانيها: ما كان خالصًا لله غير صوابٍ على سنة رسول الله.

 وثالثها : ما كان صوابًا على السنة وغير خالصٍ لله.

ورابعها: ما كان غير خالص لله وغير موافق للسنة.

 ونسألكم الآن الحضور :

 أيها هذه الأصناف الأربعة هو أسعد بالقبول ؟

ما كان خالصًا لله وصواب على السنة , تمام لأنه جمع الشرطين الإخلاص لله والمتابعة لرسوله – صلى الله عليه وسلم –.

 ثالثا : الصلاة على النبي -صلى الله عليهِ وسلم- والسلام عليه وهذا الجمع بين الصلاة على النبي صلى والتسليم عليه هو استجابة لقوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56]