أهمية السمع و الطاعة لولاة الأمر - الشيخ صالح اللحيدان


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ صالح اللحيدان
  • العنوان: أهمية السمع و الطاعة لولاة الأمر
  • المدة: 18:54 دقائق (‏2.19 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Mono 16kHz 16Kbps (CBR)
التفريغ

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم وتمسك بسنتهم، إلى يوم الدين،وبعد:

فقد روى الترمذي وغيره من حديث أبي نجيح العرباض بن سارية - رضي الله عنه- قال: (( وَعَظَنَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ- مَوعِظَةً بَلِيْغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّه:كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا فَقَالَ: أُوْصِيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيْرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلِيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ))  هكذا أوصى نبي الله  - صلى الله عليه وسلم- أصحابه، وهكذا حذَّر عليه أفضل الصلاة والتَّسليم من البدع، وهكذا أوصى بالاجتماع، وعدم الافتراق، ولزوم السَّمع والطَّاعة، كل أوامره -صلى الله عليه وسلم- خيرٌ ونعمة، وصونٌ ورحمة وإحسانٌ بالأمة، لأن الله بعثه رحمةً للعالمين، ووصفه بأنه بالمؤمنين رءوفٌ رحيم، فلا أحد من البشر أصدق منه، ولا أحد من البشر أنصح من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا أحد من البشر أعلم بما ينفعُ العباد منه -صلوات الله وسلامه عليه- وما من خير إلا ودلَّنا عليه، وما من شر إلا وحذَّرنا منه -صلوات الله وسلامه عليه- وأصــــــــــــــــــحابــــــــــــــــه

-رضوان الله عليهم- هم أفضل أصحابٍ لأيِّ نبي، فهم الذين اختارهم الله - جل وعلا- لصحبة هذا الرسول الكريم، ليحملوا عنه شريعته، وليبلِّغوا عنه دينه، وليجاهدوا في نشر هذا الدين، وقد فعلوا -رضوان الله عليهم-. وحذَّرهم نبيهم أنَّ من يعش منهم؛ أي من طال عمره، فسوف يرى اختلافًا كثيرًا، وسبحان الله!!، لم يمت آخر الصحابة إلا وقد وُجد خلافٌ كثير، في أمور كثيرة، ولكنهم لأن نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وطَّنهم على احتمال حدوث هذه الأمور، وثبـَّـــتهم على الصبر، وعدم المفاجأة لما يحدث، فإنه سنة الله، وأوصاهم بالثبات على الحق، والتمسك بسنته        - صلى الله عليه وسلم- وسنة خلفائه الذين هم: خلفاء هدى، وأئمة هدى، أنصحْ من جاء بعده -صلى الله عليه وسلم- للعباد ((إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيْرًا)) لما وعظهم -صلى الله عليه وسلم-

 ولا شكَّ أنه أبلغ البشر موعظة، وأفصحهم بيانا، وأكملهم إيضاحًا وإرشادًا - صلوات الله وسلامه عليه- ولعظم فهم الصحابة، ودقة أفهامهم وحرصهم على الخير، ومعرفتهم بمقاصد الكلام، اهتزت قلوبهم، وذرفت عيونهم، واغتنموا وجود نبيهم -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: كأن هذه الموعظة، -ويبدوا أنه أطال الموعظة وشرح لهم ما هو مستقبلٌ مستقبِلُهم-. قالوا: كأنها موعظة مودع، والشَّأن يا عباد الله أن من أراد أن يودع أهله وصحبه، ومحبيه، لا يترك خيرًا يتوقعه إلَّا ونصحهم به، ولا شرًا يخشاه عليهم إلَّا وحذرهم منه، فلما رأوا ذلك من رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- توقعوا أن ذلك إيذانٌ منه بقرب رحيله عنهم، وتوديعه، فطلبوا منه أن يوصيهم.

والشأن بالناصح الأمين ، أن يَمْحَضَ صحبه النصيحة، وأن يخلص لهم بالإرشاد، فأوصاهم ونصحهم، وكان أكمل الناس نصحًا – صلى الله عليه وسلم – فقال: (( أُوْصِيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ)) بدأ بذلك؛ لأهمية السَّمع والطَّاعة؛ لأن الناس إذا تفرقوا اختلفوا، وإذا اختلفوا تناحروا وتشاجروا، وإذا تشاجروا تسلط عليهم أعدائهم، وأمة الإسلام ما امتُحنت بالذِّلة والصَّغار ولم تُقَلَّم أطرافها، ولم تُستبح كثيرٌ من أراضيها؛ إلا بسبب اختلافها فيما بينها، إلا بسبب تنافُرها، إلا بسبب تعاديها فيما بينها، فكان ذلك سبب تسلط أعدائها عليها، سنة الله التي قد خلت في عباده، فكان من وصيته   - صلى الله عليه وسلم -أن يسمعوا ويطيعوا، وكانت العرب تَأْنَفْ أن يتولى ويملكها أعاجم، ويتأمَّر عليها أعاجم، ويرون أن ذلك عار لا يُرسل. فأوصاهم بأن يسْمَعوا ويُطيعوا؛ ولو تأمَّر عليهم عبدٌ حبشي، وفي بعض الآثار((كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيْبَة)) لأن السَّمع والطَّاعة من شأنه أن تأمن الجماعة ويَسْتَــتـِبَّ الأمن، ويستطيع الناس أن (يَنْفَدُّوا )في حياتهم فيأمنوا في معاشهم وفي حرماتهم، وفي أمنهم وفي عملهم، وفي تعلُّمِهم، وفي عباداتهم، أما إذا كانت الأمور مضطربة، وإذا كان الخوف شائعًا، وإذا كان السَّمع والطَّاعة مفقودًا شاع بين الناس الذعر والخوف، واضطربوا فيما بينهم؛ فضاعت مصالح دنياهم، وضاعت أيضًا مصالح دينهم، وأصبحوا في هم وغم.

 لأن الناس إذا فقدوا وسيلة العيش، وفقدوا معها الأمن، فقدوا كل مقومات الحياة، ولذلك لما أراد الله -جلا وعلا - أن يعاقب أمة من الأمم لم تشكر نعمة الله عليه، ذكر الله ذلك فقال ﴿ وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ ﴾ ( النحل 112 ).

 نِعَمٌ متوالية ﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ ﴾ فقلب الله أمرها عليها ﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾ إذا اجتمع على الناس جوعٌ وخوفٌ،لم يبق معهم شيء من مقومات الحياة؛ لأن من كان خائفًا ولكنه يجد ما يأكل، ويدرك لقمة عيشة ولا يشقى في تطلُّبها، يبقى عليه هم واحد، أما إذا كان فاقدًا لطعامه ومقومات الحياة، وكان مشغولًا بالخوف والذعر، إذْ خرج من منزله فهو يترقب منيته، وإن دخل فهو يخشى أن تُبَيْتَهُ، فهو في بلاء وهم.

    لهذا، أمر سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم- بالسَّمع والطاَّعة ولو تأمر على العباد من لا يحبون، ولو تولى عليهم من لا يرضون، ولو كانوا من سادات العرب، وتولى عليهم من كان مملوكًا لهم، عليهم أن يسمعوا ويطيعوا حفظًا وحفاظًا على مصلحة الأمة، وصيانةً لاجتماع الكلمة، وتسهيلًا لأسباب الحياة الرتيبةِ السَّعيدةِ، السَّالمة من المنغِّصَات،- فصلى الله على سيد الخلق -، ما أبرَّه وأنصحه، فقال: ((: أُوْصِيْكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌ)) وفي باب الآثار(( كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيْبَة)) ثم يُبيِّـن

((فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيْرًا)) سوف يرى ما لا يحب ويؤمر بما لا يريد، ويمنع مما كان يحب ويريد، فعلى الناس أن يسمعوا وأن يتقيَّدوا بسنة الخُلفاء الرَّاشدين، لابد أن يعضُّوا عليها بالنواجذ، والنواجذ هي الأنياب، وأشد ما يكون العضُّ إذا كان بها، وهذا كنايه عن ضرورة شدة الاستمساك بالهدى الكريم، سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -  وسُنَّة خُلفاءه الراشدين- رضوان الله عليهم-,وفيه التَّحذير من البدَّع

 البِدَّع أياً كان نوعُها, إذا كانت بدع بالعبادة ,بدع في المناهج والتجمُّعات, بدع في الطُّرق والسُّلوكيات، الدين كَمُل؛ أكمل الله بمحمد- صلى الله عليه وسلم- الدِّين، ومَنَّ على الأئمة بأنهم صاروا إخوةً مُتحابين، مُتعاونين على البر والتَّقوى, وألَّفَ الله بينهم -جلَّ وعلا-, وكُلَّما كانت الأئمة مُتآخية مُتصافية القلوب، مُتعاونةً فيما بينها، يسعى بلمتها أبنائها, ويهتمون بمصالحها سائر أفرادها، ويتعلم لما يصيبها كُلُّ فردٍ منها, كُلَّما كانت الأئمةُ على خير، وتعيشُ في خيرٍ وأمن، وكُلَّما تهيأت لها أسباب الحياة الطيبة المباركة, وكُلَّما شاعت الفُرقة وتنوعت المشارد، وتعددت المسالك، وتفرَّقت الجماعات، واختلفت الأنظار، وصار كُلٌّ يدَّعي أنَّه أهل الزَّعامة، وعارفُ الطُّرق الصحيحة، والـمُتمكنُ من الفهم والمعرفة. فذاك هو إعجابُ كلِّ ذي رأيٍّ برأيه, وقد حذَّر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- من مثل ذلك.

 فالبدعُ، إن كانت في العبادات فضلال, وعملٌ غيرُ مقبول، وقد قال النبيُّ - عليه الصلاة والسلام-: ((فإنَّ كُلَّ مُحدثةٍ بدعة))، في الحديث الآخر ((وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النَّار))، الإنسان لو عمل العمل الذي جِنْسه صحيحٌ وسليم، ولكنَّه وُضع في غير موضعه, أو اُختير له وقتٌ ليس بوقتٍ له, واعتِيدَ له، دون بيانٍ من سيد الخلق الـمُبِّين عن الله رسالاته، الـمُبلغ إلى النَّاس ما نزَّله ربهم عليه لهم، كان في ضلال, ولذلك كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يستنكرون على الإنسان، إذا خصَّ يومٍ من الأيام بعملٍ كثير, أو خصَّ ليلةً من الليالي، بعملٍ كثيرٍ خاصٍ بها, استنكروا ذلك عليه، وعدُّوهُ من البدع، ولو كان جِنسُ ذلك العمل صالحًا مُستقيمًا لو كان في وقته, وهذا يدخل فيما قاله رسول الله: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمَرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُو رَدُّ ))؛ أي مردودٌ عليه, والمردودُ عليه لا يُرَّدُ إكرامًا له ورضًا بما صنع، وإنما يُرَّدُ عليه إذلالًا وسخطًا, فهدي الرسول- عليه الصلاة والسلام- أكمل الهديَّ, وأكمل هدي هذه الأمة بعده، هديُّ خُلفاءه الراشدين، ثمَّ صحابته - رضوان الله عليهم أجمعين-, ولا شك أنه ما من خيرٍ ينفع العباد، ويقيهم الله به شرور المحن والفتن، إلا كان الصحابةُ

- رضوان الله عليهم- سبَّاقين إليه, وما من بلاءٍ ومِحنةٍ وشر إلا حدثت فيمن جاء بعدهم، فقد كانوا كلهم -رضوان الله عليهم- نقاوة وخُلاصة وعلى صبرٍ وكمالٍ وإحسان, فبهم يُقتدى، وبما اتَّفقوا عليه يُعتنى به ويُرجع إليه, والفُرَّقةُ والفتن، أسبابُ كل بلاءٍ وشر واضطراب, فالإنسان يحتاج لأن يتعرف على هديَّ الصحابة من الخلفاء الراشدين، ومن جاء بعدهم,كيف كانوا يتعاملون مع الفتن التي حدثت، والبدع التي ظهرت؟ وكيف كانوا يُهادنون من يُراجعهم في مثل هذه الأمور؟ فقد كانوا -رضوان الله عليهم- أعرف الناس بمقاصد الله، وبمقاصد رسوله، وكانوا أرغب الناس في البيان عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم-, فما تركوا شيئًا ينفعُنا إلا وخلفوه   لنا عند من تلقى العلم عنهم، -فرضوان الله عليهم أجمعين-.

أسأل الله جلَّ وعلا بأسمائه وصفاته، أن يرزقنا جميعًا الثبات على الحق، وأن يهدينا سواء السبيل وأن يُعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن, وأن يُهيئ لنا من أمرنا رشدًا، وأن يحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن    وشمائلنا، ومن فوقنا ومن تحتنا، إنه مُجيب الدُّعاء،اللهُمَّ يا حيُّ يا قيوم, اللهُمَّ يا عالم الغيب والشهادة، أنت جمعتنا عند بيتك العتيق, أنت هيأت لنا هذا الاجتماع، نسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الحيُّ القيوم الذي لا يخيب سائله، أن لا تُفرق جمعنا يا إلهانا ومولانا, من هذا المكان بذنب مغفور، وعمل صالحًا مقبول وتوفيقٍ بسلوك الصراط المستقيم اللهُمَّ يا إلهانا ومولانا إليك نفزع, اللهُمَّ إليك تُرفع الأكفَّ, اللهُمَّ بك تُنزل الحاجات، نسألك يا إلهانا أن لا ترُدَّ دُعائنا، وأن لا تُخيِّب رجاءنا، وأن لا تُذلِّنا يا ذا الجلال والإكرام, اللهُمَّ أعزَّنا بدينك، وارحمنا برحمتك، وتجاوز عنا يا خير من

تجاوز وعفا يا أكرم الأكرمين، اللهم آمنَّا يا إلهانا من مِحن الدُّنيا وويلاتها، وفتنها ومصائبها، وارزقنا إلهانا قلوبًا مُطمئنة، وألسنة رطبة من ذكرك، وإقبالًا على دينك، وإتِّباعًا لهدي نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم- يا مُجيب الدُّعاء, اللهُمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين, اللهُمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد -يا إلهانا- مُطمئنًا سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.

اللهُمَّ يا ذا الجلال والإكرام، انصر دينك، وأعلي كلمتك وانصر عبادك الموحدين واقسم يا حيَّ يا قيوم العزَّة والسلامة، لكل من أراد عِزَّة الإسلام   وأهلها يا مُجيب الدُّعاء، اللهُمَّ يا حيُّ يا قيوم، أرنا في القريب العاجل أُمَّة الإسلام، وقد اجتمعت كلمتُها, وعلا شأنُها، وانتصرت على أعدائها،  ورجعت إلى دينك القويم في كل أمورها، يا حيُّ يا قيوم، اللهُمَّ إلهانا ومولانا، إن أعداء الإسلام تضافرت جهودهم، وقويت شوكتهم وأذلوا المسلمين في كثيرٍ من بلادهم، اللهم أرنا في أولئك جميعًا العجائب اللهُمَّ اخذلهم في كل موطن، وأنزل عليهم الذِّلة والصغار، والرُّعب في كل شئون حياتهم، وسلط عليهم - يا ذا الجلال والإكرام- من يُدمِّر ما صنعوا ويُفتِّت  ما جمعوا يا مُجيب الدُّعاء، اللهُمَّ اهدي قادة المسلمين, اللهُمَّ اهدهم لدينك, اللهُمَّ أصلحهم في باطنهم وظاهرهم، اللهُمَّ يا حيُّ يا قيوم، اجمع كلمتهم على الحق, اللهُمَّ انصر بهم الحق وأهله, واخذل بهم الباطل وأهله, ووفقهم للحكم بما أنزلت فيما بين عبادك، يا رب العالمين, وخُصَّ يا إلهانا ومولانا من ولَّيته أمر هذه البلاد، بمزيدٍ من الخير والتُّقى, اللهُمَّ شُدَّ أزره وقوي عزيمته، وانصره بالحق وانصر الحق به، وأصلح بِطانته، وأصلح باطنه وظاهره، وأبناءه وإخوانه وسائر أعوانه، وجميع أهل مملكته وجميع المسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين، اللهُمَّ وفقه للخير وجنبه كل شر، واحفظ به أمن البلاد، وصُن به حدُودها ومُقدساتها، يا مُجيب الدُّعاء, واجعل عمله كله خالصًا لوجهك موافقًا لسُنَّة نبيك، وجازه على ذلك وكافئه بعز الإسلام والمسلمين، واستتباب الأمن والأمان لبلادنا خاصة ولسائر بلاد المسلمين، يا مُجيب  الدُّعاء،وصلى الله وسلم على عبده وخليله ورسوله

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.