نص الحديث
وحدثنا سعيدُ بنُ منصور وقتبِ بن سعيد كلاهُما ابنا الياقوت قالَ سعيدٌ حدثنا يعقوبُ عن عبدالرحمن عن أبي حازِم عن أبي صالِح السَّمان عن أبي هريرةَ أنهُ قالَ قال رسول – الله صلى الله عليه وسلم – عليْكم السمع عليكَ السَّمع والطاعة في عُسرِك ويُسرِك ومنْشَطِك ومكْرَهِك وأثرة عليك.
شرح الشيخ ابن عثيمين
عليكَ السَّمعُ على ظاهِرهُ بالوُجوب كما قال الله تعالى:}وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلـوا... ﴿٢٣﴾ { (المائدة:23) عليْكَ السَّمعُ والطَّاعة يعني يَجِبُ عليك السَّمعُ والطَّاعة في العُسر واليُسر يعني سواءً كان عليْك عسُرٌ في ذلك أو لا، والمنْشط والمكْره والمنْشط يعني النَّشاط والمكره يعني الكَسل وأثرةٍ عليْك يعني لو استَعْثر وليُّ الأمر بِشيء من أموالٍ أو أراضي أو غير ذلِك فعَليْكَ السَّمعُ والطَّاعة وإنْ استعثرَ في ذلِك، حتى مثلًا لو فرض لك بِيتِ المال أقل من كفاياتك وهُو يَأخُذ من بيْتِ المال ما شاء فَهنا استئثار بلا شَك، فَعليْك السَّمع والطَّاعة ولا تَقُل لماذا لا تُعطيني مثلما تأكل أو ما تَأخُذ بلْ نقول عليْكَ السَّمعُ والطَّاعة ولو وجدْتَ الأثرةُ علَيْك. وهذا في الحقيقة هو الذَّي يَضبط الأمة يضبُط الأمة لأنه لو بَقتْ الأمة هذا يَقبَل ويَمتَثل وهذا لا يَقبل ويُعانِد صارتْ فوضى وصَار الشَّر والفَّساد، فالواجِب السَّمع والطَّاعة على كُلِّ حال مالم يَأمروا بِمعصِية.