ما الارتباط الذي فك الغنوشي النهضة عنه؟
مقال جديد للشيخ أحمد السبيعي حفظه الله بعنوان :
( ما الارتباط الذي فك الغنوشي النهضة عنه؟ )
التصريح الناري بفك ارتباط حزب النهضة بجماعة الاخوان المسلمين يثير الغثيان ؛لانه يصور الأمور السابقة لهذا الانفكاك بأنها ظاهرة مكشوفة علنية او رسمية ؛وحقيقة الامر ان هذه الجماعات احزاب سرية مغلقة تنطوي على دويلات خفية مصغرة تدير شؤنها ؛وكذلك الامر في صلة بعضها ببعض ،فماهو الانفكاك الذي من الممكن ان يحصل ظاهرا لامر باطن ؟.
ولا يمكن اعتبار ان المؤتمرات العلنية حقيقية في تناول الأمور التنظيمية الكبرى التي تشمل هذه الجماعات .
نعم يعتبر حزب النهضة صادقا في التزام التدرج الطبعي للوازم مذهب جماعة الاخوان المسلمين لكننا نتكلم عن الارتباط التنظيمي الباطن المعروف فلا يمكن اعتماد تصريح صحفي في الانفكاك عنه لان الهرم التنظيمي الحقيقي لكل هذه الجماعات تحت سطح الارض كما تقدم .
وما تقدم غير مهم عندي من الناحية الشرعية ؛المهم دعوى الانفكاك والانفصال ايضا عن مذهب الاخوان المسلمين وافكارهم ؛فأذا كان الامر الاول من دعوى الانفكاك التنظيمي تثير الغثيان فهذه تثير الضحك ؛لان الذي يسمعها يخيل اليه ان للإخوان المسلمين مذهب محدد عقدي او ديني لا يخرجون عنه ؛فهذا عكس الواقع تماما ؛فمذهب الاخوان المسلمين أصلا من الناحية العلمية مكيّف للخروج من التقيد باي مذهب مع عدم ممانعة انتماء الشخص المعين لاي مذهب . فبناء الاخوان في اعتقادهم قائم بمجمله على أركان :
١-عدم الاصطدام مع اي فرقة إسلامية
٢-الولاء والبراء على الجماعة لا على المذاهب والاعتقادات
٣-الاكتفاء بالعناية بعمومات الدين
٤-التركيز العملي التام على السياسة وما يتعلق بها من توليد القضايا العامة التي تخدم التوجه
٥-الاحتكام الى قاعدة التعاون فيما يتفق عليه من امر الدين والإعذار التام فيما يختلف فيه
٦-ترك المسائل والاصول التي تسبب الاختلاف العقدي بين ما يسمى بالاسلاميين ( فمثلا في أصول السنة يترك جعل توحيد الله عز وجل مسألة مفصلية وكذلك في مسألة الرد على أهل البدع وهجرانهم فكل مسألة او أصل يتنافى مع التعاون يترك )
٧-القابلية التامة تحت مسمى تجديد الخطاب ونحوه لالباس الاسلام كل ثوب او معنى يفرض في الواقع من الديمقراطية والتعددية وغيرها من النظم والمفاهيم بعد اعطائها الرتوش والديكور الاسلامي المطلوب لأسلمتها .
فكون تجربة النهضة متقدمة نسبيا في هذه المضامين التي تقوم عليها الجماعات الاسلامية عموما فلا يعني ذلك انفصالا او انعتاقا عن مذاهب هذه الجماعات بل جمهور هذه الجماعات يدور مع المتغيرات كل بحسب مكانه ورقعته وفرصته في السعي لحاكمية سيد قطب الغائية فذاك يستعمل الجهاد وما تثيره من الدماء والأشلاء والآخر يستعمل التجديد لتحريف دين الأنبياء !.