ربيع وميزان الذهب !
ربيع وميزان الذهب !
لا أعجبُ من شيخنا الربيع حفظه الله في جانب الصدع بالحق ،ونقض الباطل ،وجهاد البدع مرارا وتكرارا حتى نجحت مهمته الشريفة في جعل (سيد قطب ) معرّة متممة لتاريخ رؤس البدع
.
فهذا جانب جهادي علمي شرعي سني واضح ؛أحيى سنة الرد على اهل البدع مع التعيين امام محاولة الجماعات وَأْده ودفنه ؛مع قيامهم وتتابعهم على نقد ذاتي بشروط أخلاقية بزعمهم إذا قارنتها بهدي سلفنا الصالح يكون سلفنا قليلي أخلاق عياذا بالله !.
لكني أعجب كل العجب من قدرته الفائقة على إحياء جانب أصعب لأنه يرتبط بالسلوك والمشاعر من إحيائه الجوانب الأخرى المهجورة من دعوة السنة من اعتبار المصالح والمفاسد ،مع إقامة العدل في نصابه ،والرفق في موضعه ،والاسلوب الحسن المشفق الصحيح في سياقه الصحيح !.
فهذه هي المهمة الشاقة التي لا يستطيعها كل أحد .
فالصبر على أذية المخالف
والرفق مع المدعو
وطول النفس في الاستصلاح
والرفض البات القاطع عن معاملة من ظاهرُه السنّة معاملة اهل البدع
وأعظمها -عندي -رفع راية توحيد كلمة اهل السنة وجمع القلوب والدعوة الى التصافي والتآخي مع الضرب بعرض الحائط بمن يتهم هذا المسلك بالضعف والجبن !.
لكن كل ذلك في سياقه الشرعي الصحيح فيمن ظاهره السنة ممن لا يعلم أن عنده خيانة او غش لها .
لا مع اهل الاهواء في طرفيهم :
المتاجرين بالرفق مع من يخون السنة ويخذل أهلها ويمد يد التعاون مع أهل البدع
ولا مع الغلاظ القساة ذوي انفاس وصفات الخوارج من الحدادية والفالحية ومن سار في فلكهم من أهل الغلو الذين لا يرقبون في صاحب سنة إلا ولا ذمة
بل يعاملونه معاملة اهل البدع ومن وقاحتهم وقلة احترامهم للشيخ ربيع ودعوته انهم يصرحون بهذه المعاني
فياليتهم اذا لم يحترموا وجهة الشيخ المشبعة بالأدلة من الوحي والأثر والنقول عن السلف في مراعاة المصالح والمفاسد وتحريم معاملة صاحب السنة الذي قد يخطئ خطأ أهل العلم معاملة أهل البدع
فياليتهم اذ لم يعتبروا بذلك فياليتهم احترموا شيبته التي قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في احترامها (إن من إجلال الله إجلال حامل القرآن الغير غال فيه أو جاف عنه وإكرام ذي الشيبة المسلم )-أو ما معناه -.
فأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ان يمنح شيخنا الإخلاص الكامل والصدق التام في كل ما قال وفعل وان يغفر الله له ولا نزكي على الله احدا واسأله ان يجد حلاوة ذلك وثمرته العظمى الخيرة عند لقاء الله أطال الله عمره في طاعته .
كما اسأله سبحانه ان يوفقنا للاقتداء به في تحقيق كفتي ميزان دعوة السنة
جَهْرًا بالحق وجهادا للبدع
ورحمة بالخلق ورفقا باهل السنة
وان يعيذنا من التطفيف في ميزان السنة في كفتيه
خيانة للسنة وخذلانا لاهلها ولينا مع من لا يستحق
وكفة الغلو التي تتابعت بهم الاهواء وجرى منهم التواطؤ على الغلظة مع أهل السنة والطعن عليهم ومعاملتهم معاملة أهل البدع .
عياذا بالله من موجبات سخطه .
بقلم : الشيخ أحمد السبيعي
الاربعاء ٢٢ شوال ١٤٣٧
الموافق ٢٧ / ٧ / ٢٠١٦