سقوط الخلافة وخلافة الديمقراطية !
سقوط الخلافة وخلافة الديمقراطية !
قديما قيل :
مايبلغ الناس من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه
فضرر الجاهل على نفسه هو أشد الضرر ، فمابالك إذا جمع إلى جهله اتباع الهوى ،فهنا قال بعض الأئمة :سمي هوى لانه يهوي بصاحبه الى النار .
وقد قيل ايضا :حبك للشيئ يعمي ويصم .
فجهلٌ بمذهب السلف أهلِ السنة والجماعة في العمل بما امر به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من السمع والطاعة وتحريم الخروج ،وعدم استسلام للدين الحق والسنة الظاهرة لمانع الهوى وسوء القصد ، وضم الى ما تقدم الهوس بالسلطة والعشق للحكم الذي تربت عليه اجيال تلو اجيال تحت مظلة مذهب حاكمية سيد قطب -التجديد العصراني للخروج -.
فتجد اهل حاكمية سيد قطب ينطبق عليهم قول الله تعالى (ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور ).
فبعد ان وصلت الديمقراطية ووسيلتها الانتخابات ذروتها في هذا الزمن ،حتى ذاق بعض اهل البدع لذة السلطة .
فزادوا في غلوهم وتحريفهم في ان ينسبوا الى الإسلام هذه الطريقة الغربية في النظام والحكم والمبادئ .
ولم يعلم هؤلاء الضرر العظيم الذي سيلحقونه في دين الإسلام وأدلته ،والمسلمين وتاريخهم ؛حيث ان كل الحكام المسلمين - حاشا الخلفاء الراشدين - إنما اخذوا الحكم بحد السيف او التوريث لا بالديمقراطية والانتخابات .
وقد كان الخلفاء الراشدون منفردين بالقرار والسلطة بالإجماع ؛وهاهي قصة قتال أهل الردة بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ماثلة امام الأعين فأبوبكر رضي الله عنه وأرضاه مع قرار الحرب في كفة وباقي الصحابة رضي الله عنهم وفيهم عمر في كفة ، فرجحت كفة أبي بكر وقراره لا لفضله ولكن لانه هو الامير !.
وقد كان أهلُ البدع الجماعات يصيحون بأن اعظم مصيبة في العصر هي سقوط الخلافة العثمانية .
وان اعظم واجب هو إعادتها .
وبالاتفاق ان هذه الخلافة لم تكن ديمقراطية !
فهل تريد الجماعات اليوم ان تتخذ الديمقراطية وسيلة مؤقتة للانفراد بالقرار ثم الاستئثار بالسلطة كما حصل في بعض تجاربهم ؟
ام انهم صادقين في السير خلف من يسمونهم بالعلمانيين وإلباس الإسلام لبوس الغرب ومبادئه ؟
اعتقد ان الامر لا يحتمل المجازفة بالإسلام او مصير المسلمين مع هؤلاء الغير مؤتمنين !.
لقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمتنع عن قتل المنافقين المجاهرين حتى لا يقال ان محمدا يقتل أصحابه ؛فلا نريد ان يقال ان الأمة عاشت عارا لم يغسله إلا الاخوان المسلمون حين اخذوا بالديمقراطية الغربية !
الديمقراطية الغربية التي تكون كفرا عندما يفوز العلمانيون واسلاما عندما يفوز الإسلاميون !
بقلم : الشيخ أحمد السبيعي
السبت 25 شوال 1437 هـ
30 / 07 / 2016