هل لـ(الإخوان المسلمين) أصول ثابتة ؟


التصنيفات
الشيخ: 
القسم العلمي: 

هل لـ(الإخوان المسلمين) أصول ثابتة ؟

 

    من أصعب الأمور التعامل مع معدن الزئبق ؛لا لأنه لا يمكن محاصرته ،أو ضغطه او توجيهه ،ولكن لأن طبيعة خلقته -سبحان الله -قابلة للتمدد والتواجد في أي منعطف أو قارورة .

 

    وهكذا( الأخوان المسلمون ) في أصل دينهم وبنائهم العقدي الديني الإيماني ...إلى آخره .

 

   فقابلية التواجد في كل مكان ،وفي كل دولة ،ومع كل عقيدة ،ومع كل نظام ،في أي زمان ومكان ؛أعطى للأخوان قوة حركيّة متصاعدة مؤثرة .

     فإذا ذكرت صرامتهم التنظيمية ،وقوة شكيمة أفرادهم الحركية المنتجة .

       وقدرتهم على استثمار الأحداث والركوب فوق كل هرم متنامي من الصيحات والدماء والقضايا .

    مع إسلامهم السياسي الخاص في فهمهم والذي لا يصطدم مع اي عقيدة ،ويعتمد على العمومات ،والصدقات ،وبعض الطاعات المنتقاة ،التي يشترك فيها عموم المسلمين -حتى بعض من يسمونهم بالعلمانيين او الليبراليين -.

ومع هذا كله :فعداؤهم الأكبر مع الذين يسمونهم علمانيين او ليبراليين- والذي من طريقه يكسبون المتدينين من المسلمين-لا يصطدم ولا يتعارض مع النظام العلماني نفسه بكل تجلياته !.

وفقهاؤهم قاموا بالمهمة الغير شريفة بأسلمة العلمانية والديمقراطية .

       إذاً المجموع الفاعل المتربص خلف كل حدث والمغتنم لكل فرصة هم (الاخوان المسلمون ).

        والدنيا اليوم تبحث عن التعايش والصيغ المشتركة للعمل، والمرشّح: هي الديمقراطية بتعدديتها .

     لا تغتر اخي المسلم لا تغتري اختي المسلمة بشعارات الاخوان الدينية .

والحذر كل الحذر من الاخوان الذين يكتمون اخوانيّتهم بعد وعي المسلمين بخطرهم على الدين .

    ولتكن حربنا على عقيدة الاخوان المسلمون حربا

باعثها الإيمان بالله

والتعظيم لشريعته

والغيرة على دينه

والغضب على انتهاك حرماته

والجهاد لمنع تحريف دينه

لا البواعث السياسية

ولا المصلحية !.

 

>>>>>>>>>

ماالذي نأخذه من مقال (هل لـ (الاخوان المسلمين )اصول ثابتة ؟

نأخذ :

١-أن نقد الاخوان بعلم وعدل لا يحتاج ان نطلق عليهم احكاما غير صحيحة وغير عادلة وان نطلق عليهم أوصافًا غير محققة .

 

٢-ان الواجب احياء العداء الديني العلمي والبغض الشرعي لهذه الفرقة ومن سار في فلكها .

 

٣-بيان ان من أسباب صعود ونجاح الاخوان في البروز اسبابا مادية وجودية لا تحتاج الى تفسيرات ماسونية منها :

 

١/قدرات عملية

٢/موافقة زمنية

٣/خلو اذهان المسلمين من الخطر الذي يمثلونه

)وخطر فهم الدين والعمل به بالطريقة الاخوانية )

٤-لا يحتاج في نقد الاخوان الى التطرق الى الدول  ألبتة  ، فنقد ولاة أمور المسلمين علانية والتدخل في عمل ولاة امرنا المختص بهم من سياسة هذه الفرق والطوائف خطأ ،

ولا تبيح السنة هذا الخطأ

إنما اباحت نصيحة ولي الامر في السر

وبالإمكان بيان خطر الاخوان ومحاربة بدعهم مثلما صنع الامام احمد وأهل السنة في محاربة خلق القرآن من غير التعرض للدولة وولاة الامر

وهذا هو الواجب في السنة

نقد الباطل دون اقحام ولاة الامر او نقدهم بطريقة لازمة

 

٥-لا نحتاج للتهويل ولا الاتهام بالعمالة والمؤامرة ونحو ذلك من الاحكام والأوصاف في نقدنا للإخوان

لان هذه التهم تحتاج ادلة وعدل وبعضها لا يخلو من تكفير والبعض الآخر يحتاج الى معلومات خاصة غير متاحة !

 

٦-ان عدم مراعاة ما تقدم يلزم منه لوازم تضر بدعوة السنة منها :

١-الاضطراب في الوصف والتكييف

٢-اختلاف الاحكام على الفرقة

٣-مزج عمل أهل العلم بعمل ولاة الامر

 

وكل هذا إضعاف لدعوة السنة

فدعوة السنة مبنية على العلم والعدل

اما اَهلُ البدع والأهواء وان اختلفت تفسيراتهم فكلها تصب في صالح الخروج فلا يلاحظ عموم الناس تناقضها ولا اضطرابها !.

 

والله اسأل باسمائه الحسنى وصفاته العُلى مثلما وحد قلوب اَهلُ السنة على اصول السنة ان يوحد وجهاتهم في معالجة ورد الباطل بما لا يفتح أبوابا غير منظورة توجب ضعفا في الطرح وفي طريقة التناول لا يكون مقنعا للأذكياء والعقلاء المتبعين .ويفتح أبوابا للناقدين المتربصين !.

 

 

بقلم : الشيخ أحمد السبيعي

٣٠ شوال ١٤٣٧ هـ

٤ اغسطس ٢٠١٦م