كلمة السنة هي العليا !
كلمة السنة هي العليا !
ينبغي ان نزن الامور بالسنة وان لا تؤثر فينا ولا بلمحة طريقة الجماعات وأساليبها ،
فقد كانت الجماعات تنهج في التزهيد من العلم والسنة عن طريق إبراز كلام المهندسين والأطباء
ثم تزهد بالعلماء
فيقف بعضُ أهلِ السنة موقف التزهيد من العلوم الدنيوية التي يحتاج اليها وهذه ردة فعل ،
والسنة أقوى وأعلى من أن تُبنى على ردود الفعل
، نعم إنكار منكرٍ معين حاضر يحتاج الى إنكاره ، غير هذا المعنى ،
لكن لا ينبغي لأهل السنة ان يجعلوا أنفسهم في الدوائر المغلقة التي يريد البعض أن يحصرهم فيها ويفرض سيطرته لهوى في نفسه او إرادة علو او غرض ،
بل صاحب السنة في علو وظهور في الحق لا يستطيع أي طالب مهما بلغ من قوة العلم أن يحيط بعقلك ويغذّي توجهك بما يشاء من القضايا ،
إن الطلاب ضعاف الشخصية والمقلدين هم من يعطون للطالب ذي الهوى الفرصة ليفرض عليهم نفسه أو ما يحكم توجههم باسم السنة ،
وليس لهذا الموضوع أي صلة بموضوع احترام أهل العلم ومحبتهم واحترام اقوالهم والانتفاع بعلومهم ،
بل أهلُ السنة هم أسعد الناس بذلك بحقيقته ، لا بجعله ستارا يُتأكّل بجاهه
فيزعم التعظيم للعلماء لتُمَرّر من تحت الطاولة كل ما يعارض صريح أقوالهم ورغباتهم ،
أنت أيها الشاب أنتِ أيها الشابة المطالبين بممارسة حقوقكم واستعمال عقولكم واتباع الحق بعيدا عن ضغط الاٍرهاب المصطنع وبعيدا عن الأجواء المصنوعة بالهوى والتواطؤ
فالسنة كلمة الله
تعلو ولا يُعلى عليها
فلا تخضع لردود الأفعال
ولا تُبنى على الدفاع عن النفس
ولا يقبل صاحبها الحر الشريف أن يكون ذَنَبَاً وتابِعاً ومُدْخِلاً رأسه في الكهف المظلم ، الذي يريد أهلُ الاهواء ان يدخلوه فيه !
وإلا فما فائدة العلم وما فائدة البصيرة وما فائدة محاربة التقليد وما فائدة الاتباع !
فمن كان لا يقوى فلا يحل له ان يدخل نفسه في تبعية من غير بصيرة ثم يظن كأهل البدع والأهواء انه محسن لانه يرفع شعارات السنة كالتراث والبطانة !
بقلم الشيخ أحمد السبيعي
الجمعة ١٦ ذي القعدة ١٤٣٧ هـ