لماذا يكرهون النهج الواضح ؟


التصنيفات
الشيخ: 
القسم: 
القسم العلمي: 

لماذا يكرهون النهج الواضح ؟

 

كنت أظن أن سبب ثقل دعوة السنة على النفوس سببه ركام الجهل والتشويه والشبه التي تحول بين الناس وبين الحق والسنة فقط !.

وعند النظر إلى منتسبين إلى ظاهر السنة يثقل عليهم أيضا بقوة دعوة السنة ؛بل ويكونون أكثر مسارعة إلى الطعن في حملتها ،أو الإنزواء إلى حملة آخرين غير واضحين ،فاتضح لي أمر آخر لا يقل وضوحا عن الأول .

ألا وهو :

أن دعوة السنة تصطدم جذريا وبقوة مع أمرين :

 

١-أنها تمنع المتديّن من التكسب بدينه ،وتمنعه أي مطمح دنيوي -صدقات وغيرها -وأي مطمح معنوي -منزلة في نفوس الخلق وغيرها -؛فيأبى العض عليها بالنواجذ ،والتمسك الصادق بها ،لأنها لا تعطيه أي مطمح من علو أو مكسب في الدنيا .

 

٢-تعترض دعوة السنة الحقة الخالصة من شوب التستر والتمثيل بأمراض عميقة في القلوب والنفوس من العجب والكبر والعصبية والعادات المخالفة للشريعة والحسد والعجز والكسل والبخل وغيرها ،فإذا أظهرت دعوة السنة بوضوح وعرضت بقوة وصدق نصيحة فضحت هذه الأدران واصطدمت بهذه الأمراض الدفينة لتقلعها ؛

فيكرهها من لا يريد ان يطهر نفسه بحق او لا يكون صادقا في الاستسلام لها وللوازمها ومقتضياتها ؛

فيظهر تلمس عيب أهلها حتى يدافع عن أمراضه وعيوبه !.

فكيف إذا انضاف لما تقدم : ان دعوة السنة توجب عداء اثنتين وسبعين فرقة ضالة تحارب دعوة السنة ظاهرا وباطنا مع قلة الأعوان والأنصار على دعوة السنة !.

 

فاتضح لك اخي المسلم وأختي المسلمة هذه الحقيقة الكاشفة الواضحة -المرّة على من لم يذق حلاوة دعوة السنة -:

وهذا امر لا يخيف ،وأمر لا يقتضي ان يرتاع له المسلم صاحب السنة لأسباب :

١-أنه إذا وفّق للحق والسنة فقد وفّق لمفتاح كل خير

٢-أن حقيقة الأنس هو أن يكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم

في دينهم وعلمهم وعملهم ومحاولة التشبه والاقتداء بهم

فهذه غاية الأنس والخير والهناءة .

٣-أن إخوانه الذين يرزقهم في الدنيا على هذا الحق ؛الواحد منهم يغني عن مليون.

٤-أن جهاد الباطل مع عدم القدرة ليس واجبا عينيا (لا يكلف الله نفسا الا وسعها )

٥-انه يتحقق فيه معنى الغربة الذي بشر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قوله (فطوبى للغرباء)

فاسأل الله لي ولإخواني أن يهدينا ربنا بكرمه وفضله الى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه مع الإخلاص والصدق !.

 

بقلم الشيخ أحمد السبيعي

الثلاثاء 3 محرم 1438 هـ

4 أكتوبر 2016