العينات التافهة لتنظيم داعش !


التصنيفات
الشيخ: 
القسم: 
القسم العلمي: 

العينات التافهة لتنظيم داعش !

 

أحرص تمام الحرص على متابعة كل ما يصل إلى يدي من المقابلات الشخصية للتنظيمات التكفيرية الخارجية -بحسب القدرة -.

 

لاحظت أن العينات وطريقة الحوار لا تعطي الفهم بالعمق المطلوب الذي يهيأ لاتخاذ الإجراءات الصحيحة اللازمة .

 

قصارى ما يكون محرضاً لهؤلاء الشبيبة على الإلتحاق بداعش وغيرها هي أسطوانة المظلومية المعروفة مما يقع من قتل وظلم وتشريد للأطفال والنساء وتسلط الكفار وغير ذلك مما هو مقدمة كل عمل سياسي في العالم العربي ديني او غير ديني .

 

فهذه المقدمة هي التي تصب في صالح تجريم وتأثيم الأنظمة القائمة ؛وهذا الكسب للمؤيدين والضغط على الأنظمة هو لُب العمل السياسي .

 

طبعا تمتاز الحماعات الاسلامية أياً كان مذهبها بوجود تنظيم تفرض فيه الطاعة مما يعطي لأفراد قلائل أن يعملوا عمل دول من خلال العمل الجماعي هذا .

 

وهذا ما تفتقده روح المسلم تجاه دولته التي يعيش فيها إما لفساد فطرته أو دينه أو أخلاقه .

 

وهذه هي من مهام دعوة السنة أن تعيد الفطرة الى صحتها وأن تُحيي انتماء المسلم الى جماعته المسلمة في طاعة ولي الامر المسلم يعني الى دولته المسلمة التي يعيش فيها .

 

بينما الجماعات الاسلامية فتبتدأ فكرتها بكسر شرعية الدول القائمة وزرع شرعيتها هي في النفوس على اعتبار انها هي القائمة بمصالح الدين التي ضيعتها وحاربتها هذه الدول بحسب اعتقاد الجماعات فينتقل المسلم من حضن مجتمعه المسلم الى حضن هذه الجماعات .

 

فإذا انتقل في اعتقاده هذا دون ان يدخل في تنظيم الجماعات التي لم تعد تحرص على المزيد في التنظيمات لأن النسبة المحركة المطلوبة قد تحققت فيتنقل هذا الشاب خارج مجتمعه فيجد أمامه فرصة المساعدة في تخليص الأمة من تسلط الأعداء وسطوة الأنظمة فيقذف نفسه الى هذه التنظيمات الجهادية خاصة وأن أصل القتال في تلك الأماكن تتبناه معظم التوجهات دينية وغير دينية وينحصر الخلاف في مع من تقاتل !

 

ويزيد الطين بلة ويقوم بدور أساسي في تركيز بيئة مهيئة للشر ما يسمى بالعلمانيين عندما يتحدون مشاعر المسلمين ويطعنون في بعض احكام الله زاعمين أن النظام العلماني هو المناسب للمسلمين !

 

فهؤلاء شركاء للجماعات الاسلامية في بث النقد للحكام وتحميلهم المسؤلية الكاملة وإثارة العواطف مع قضايا المسلمين ، تحت حجة الإنسانية عند العلمانيين ، وتحت حجة التعاطف مع قضايا المسلمين بالصدقات عند الجماعات ، حتى صارت قضايا مجتمعات المسلمين تدار من هذي التوجهين الديني والغير ديني في الطرح بكافة أطيافهما .

 

إذاً المقابلات الشخصية تثبت أن المقدمات الدينية والفكرية والنفسية لمن يندفع لداعش هي بعينها مقدمات كل الحركات السياسية التي تدير المشهد في عالمنا العربي .

 

والحل الجذري الواضح الواجب هو الرجوع للدين الحق الذي دلت عليه السنة بالإقرار بصحة ولاية الحكام المسلمين حتى لو كانوا متغلبين كما دلت عليه أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصريحة مع إنتماء المسلم للجماعة المسلمة في طاعة هذا الامير .

 

هذا هو صِمَام الأمان الحقيقي العميق الواجب شرعا وكل المعالجات غيره هي زيادة مرض في نفسها قبل ان تكون دواءا لداعش .

 

 

بقلم الشيخ | أحمد السبيعي

السبت ٢١ شوال ١٤٣٨ هـ