الفرقان بين الخطأ وحال المخطئ !


التصنيفات
الشيخ: 
القسم: 
القسم العلمي: 

الفرقان بين الخطأ وحال المخطئ !

 

١السنة تفرّق بين

الأمور ،والأحكام ، والأحوال، بحسب ما فرّق الله عز وجل .

 

٢-أوَّل بدعة في تاريخ الإسلام ابتدأت بالتسوية بين 

ما فرّق فيه حكم الله في شرعه وحكمه فيما قدّره بحكمته -سبحانه -.

 

٣-ففي حكم الشرع :

جعلت الخوارج حكم العاصي المرتكب للكبيرة حكم الكافر بالله واليوم الآخر ؛

وهذا خلاف ما نطقت به النصوص في الوحي في مواضع كثيرة ،

وخلاف ما اتفق عليه الصحابة.

 

٤-ثم أخذت الخوارج هذه القضية فوظفتها في الغرض الأساسي لبدعتها وهم الحكام .

فعممت قول الله عز وجل (ومن لم يحكم باأنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ).

لا بالمعنى الذي اتفق عليه الصحابة وهو انه ليس كفرا أكبر .

ثم رتب الخوارج عليه رغبتهم في السعي الى السلطة باللسان 

والقوة وكل وسيلة ممكنة .

 

٥-وأما سخطهم قدر الله وخروجهم على الشرع :

ففي طعنهم على الصحابة رضوان الله عليهم وسبهم وتكفيرهم .

وقد دل الوحي والأثر والواقع على تفضيل الله لهم على وجه لا يشركهم فيه سائر الأمة ؛قال النبي -صلى الله عليه وسلم -:(وما يدريك لعل الله اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )-أو ما معناه -.

 

٦-والوحي (كتابا وسنة )والأثر (فهم الصحابة )يدلان على ان الأخطاء مراتب في الشر ؛وقد تختلف أحكامها باختلاف احوال وأعمال ومقاصد المؤمنين ؛واختلاف حال ظهور العلم وإقامة حجة الله .

 

٧-قال تعالى (إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(بينما بغي من بني إسرائيل مرّت بكلب يلعق الثرى من العطش ؛فنزلت في بئر وسقته بموقها -حذاء خشبي مجوّف -؛فشكر الله لها وغفر لها )-أو ما معناه -.

وقال الله :(وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولا ).

 

٨-وقد استطاعت الجماعات الاسلامية السياسية ان تطوّر من مذهب الخوارج 

السابق ذكره بما يتمشى مع تحقيق أهدافها والعصر من خلال :

 

أإبقاء نار الغضب على دول المسلمين وحكامهم متقدة ،

وجذوة التكفير مشتعلة (خاصة مع تطوير سيد قطب وكلماته المعروفة ).

ب-التلّون في الأحكام الشرعية بحسب اختلاف البلدان والرغبات .

ج-تنويع وتلوين الوسائل في الوصول الى الغايات .

د-توظيف ما جدّ في النظم والمبادئ العالمية والعمل السياسي .

 

٩-السنة هي مذهب الصحابة الحق الواحد الذي يجمع الحق من أطرافه :

فينصر ويحيي الحق بشرط (ما أنا عليه الْيَوْمَ وأصحابي )

ويرد البدع والأخطاء كلها ويميتها بشرط (العلم والعدل والقصد الحسن ).

 

 

بقلم الشيخ أحمد السبيعي

الاثنين ١٠ ذي القعدة ١٤٣٩ هـ

الموافق ٢٣ يوليو ٢٠١٨