المثقفون المدمرون
المثقفون المُدَمِرُون!
١-من آفات هذا القرن الذي فتحت فيه الكتب والسياسة ونزعات التحرر القومي بزوغ ثقافة فارغة لا تعطي نفعا دينيا ولا دنيويا.
٢-فصار طريق الشهرة والمجد الإعلامي دخول عالم صالونات الثقافة التي تلاك فيها عبارات الفصاحة والتفلسف ويترنم فيها بالأشعار والبحوث التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
٣-هذا مفهوم ومتصور بداية هذا القرن وأوسطه الى ان نضجت القومية وخادمها الجماعات الإسلامية فآتت أكلها باسقاط بعض الملكيات إلى ان تحول قطيع من هؤلاء المثقفين إلى مهن اخرى من التدريس أو الكتابة للتمثيليات والأفلام.
٤-لكن ما معنى استمرار هذا النوع من الشخصيات الفارغة التي تكثر الثرثرة اليوم ؟ عالم الجد والتطور والصناعة والتكنولوجيا والحياة الجديدة ؟
٥-بل زاد هذا الأمر حتى غشوا وسائل التواصل الاجتماعي ولا يزال بعض هذا النوع المُدَمِّر للأجيال يستقطب في الصحافة ؛وقد لوحظ أيضا اتجاهٌ لعالم التاريخ.
٦-كلنا يعلم ان التاريخ هو مادة انتفاخٍ لمن لامادة له ؛استجداءا للماضي وإسقاطاً له على الحاضر -بهوى - ليتسنى نقد دولة ومدح أخرى.
٧-قد يكون لأبناء الجماعات الإسلامية السياسية عذرا لهم في خدمة توجهاتهم السياسية فالتاريخ يعطيهم نوع صبغة شرعية تسوغ لهم الخوض في شأن ولاة الأمر والدول.
٨-لكن الأدهى والأمر أننا جميعا نعلم ان هذه الوسيلة الرخيصة هي أكبر آلة كاذبة في الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظلم والبغي والكذب ولك ان تتصور ثمرة الطعن فيمن هم الناقلون لكلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والناقلون للفهم الصحيح للدين .
٩-التجربة العملية الواقعة أثبتت ان مدخل التاريخ لا يخدم الدين الحق وفهمه الصحيح ولا يخدم الاعتصام بالسنة وحسبك شاهدا صحيحا على ذلك ما أورثه هذا الخوض من طعن سيّد قطب وأبناء الجماعات الإسلامية السياسية في خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه.
وكذلك فهو لا يخدم روح الجديّة في الأعمال المثمرة النافعة للإنسان لنفسه وغيره ؛لكنه نعم المسرح لاستجداء المآثر والمفاخر الضارة وتضييع الأوقات.
١٠-التاريخ موجود ،والتخصص فيه مباح ،واستجداء بعض فوائده من العقلاء مطلوب ،لكن ان يكون مادة علمية تجعل قيمة للقصاصين الثرثارين وان يشغلوا ابناءنا بتوظيفهم السياسي للتاريخ في نصرة الأهواء والسياسة ؛فهذا هو عين المنكر.
بقلم الشيخ الفاضل / أحمد السبيعي
الثلاثاء 19 ذو الحجة 1440 هـ
الموافق 20 / 8 / 2019
المرفق | الحجم |
---|---|
المثقفون المدمرون.pdf | 306.16 ك.بايت |