المهم ما بيني وبين ربي !
المهم ما بيني وبين ربي !
١-نعم ؛أصل الدين الذي ينفع في الآخرة -ما بني على ما وقر في القلب مع النية الصالحة والعمل الصالح-؛والذي تجري عليه أصل المحاسبة (يوم تبلى السرائر ).
٢-لكن حذارِ حذارِ حذارِ من حيلة شيطانية تجعل الانسان يتنصل من مسؤلياته الدينية :
العملية :
في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
أو مسؤليته القلبية :
في الحب في الله والبغض في الله وحب ما يحب الله وبغض ما يبغض الله -عز وجل -.
٣-بشبهة أنني بيني وبين الله عز وجل صالح وأصلي وأتلو القرآن وأعمل الخير ولا أرتكب المحرمات.
٤-الله عز وجل يقول :(كُنتُم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
٥-والله عز وجل يقول :(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ).
٦-والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه ).
٧-والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :(أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ).
٨-إرادة الخير للناس ،وإرادة النصيحة ،وقول النبي -صلى الله عليه وسلم -:(لا يُؤْمِن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه من الخير )،لا تتنافى مع الواجبات السابقة أبدا .
٩-فبعض الناس مع قدرته وإمكانه -لا مع عدم القدرة أو الفائدة -لا يقوم بما أوجب الله عز وجل من الحب في الله والبغض في الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
١٠-وهذا نقص في التدين الواجب -مع القدرة طبعا كما سبق -.
١١-الأدهى والأمّر والاخطر مما سبق ان يجعل لهذا الهدي الناقص تفلسفا وتنظيرا وتأصيلا من نوع تحريف وتغيير الدين الحق .
١٢-كالعادة حين يتعرّض الناس لضغوطات أو تكون عندهم رغبات وحاجات فلا يصبرون على الحق ويكيّفون أحوالهم بما يدفع عن أنفسهم وصف النقص أو لسان النقد .
١٣-نعم ؛
قد يكون لتفشي الجهل ،وفشو البدع والمعاصي ،وضعف السنة ؛وانفتاح الدنيا وغلبة الشهوات ؛
كل ذلك يكون سببا في التريث في المبادرة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تقدير ضعف جدوى ذلك في كثير من الحالات خاصة مع كثرة الناس ومحدودية أوقات الاجتماع العارض ؛
وقد يزيد الطين بلة تشويه الجماعات الاسلامية الدينية لصورة الشخص المتديّن بين التشدد والتفريط !.
١٤-ولكن هذا لا يعني أبدا أن تحرّف مفاهيم الدين نفسه ؛
قصارى الموضوع هنا أن شرط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المجمع عليه من مراعاة المصلحة والمفسدة يكون تقديره مختلفا وفيه صعوبة اكبر ؛مما قد يقتضي السكوت -مع الكراهية القلبية -أو الاعراض أو تأخير البيان أو اختيار اُسلوب أمثل لتحقيق النصيحة أو مجاوزة المنكر المجاهر به والانتقال الى حكم اهم لتحقيق الإنكار والهداية والمنفعة .
١٥-وكل ذلك من صلب تحكيم الشريعة ؛وتمام الفقه في الدين ؛ومن تمام الحرص الصادق ؛ومن الخدمة الحقة للدين -التي تستحقها مسؤلية الدين ومصلحة المسلمين -.
١٦-العادات وما يتتابع عليه تقليدا والغوغائية والهمجية والتي خلاصتها اتباع الهوى في الدين من اعظم الأمور ضررا على دين الانسان فكيف اذا صارت ارضية للانطلاق في واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فحري ان تقاوم وأن تُجاهد لتنفى بالحق ،فليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تنفيسا عن الغضب أو إثباتا للشخصية أو سترا للنقص انه دين يتقرب به الى الله قياما بحقه سبحانه .
١٧-فالتديّن الصادق -كما أنه يقتضي البصيرة المفصّلة -فكذلك يقتضي ان يعطى كل شخص حقه وكل حالة حقها لان الهدف هو تكثير الخير وتقليل الشر وخدمة الدين ونفع المسلمين .
١٨-إن الأخذ بالاسباب الحقة في خدمة السنة والدين هي التطبيق العملي الذي يدل على صدق دعاء العبد (اللهم أني أسألك الهدى والسداد ).
بقلم الشيخ أحمد السبيعي
الخميس ٢٠ ذي القعدة ١٤٣٩ هـ
الموافق ٢ أغسطس ٢٠١٨