هذه الاحداث و الفتن لا تزول و ستزيد إن لم يرجع المسلمون إلى دينهم- الشيخ صالح الفوزان


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ صالح الفوزان
  • العنوان: هذه الاحداث و الفتن لا تزول و ستزيد إن لم يرجع المسلمون إلى دينهم
  • المدة: 4:24 دقائق (‏2.07 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Stereo 22kHz 64Kbps (CBR)
التفريغ

يقول السائل - حفظكم الله- ما نصيحتكم في هذه الفتن التي يواجهها الإنسان أمام الأحداث التي يتعرض عليها العالم أجمع؟ وما موقف طالب العلم من ذلك؟

الشيخ: هذه الأحداث لا تزول وستزيد إن لم يرجع المسلمون إلى دينهم رجوعًا صحيحًا، وإلّا فإن هذه الأحداث ستزيد، وسيسلط الله الأعداء على المسلمين.

يا إخوان، لما حصلت غلطة من بعض الصحابة في وقعة أحد، غلطة واحدة من بعض الصحابة، وهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم -أوقفهم على الجبل يحمون ظهور المسلمين من الكفار؛ حتى لا يتمكن الكفارمن الإتيان إلى المسلمين من خلفهم.

لما دارت المعركة وانتصر المسلمون في أولها وصاروا يجمعون الغنائم، الرسول قال لهم لا تتركوا الجبل سواءً انتصرنا أو هزمنا، لكن لمّا رأوا المسلمين يجمعون الغنائم ظنوا أن المعركة انتهت، وقالوا ننزل نشارك إخواننا في جمع الغنيمة ونعينهم على ذلك، قال لهم قائدهم ألم يقل لكم رسول الله  -صلى الله عليه وسلم -لا تتركوا الجبل سواءً انتصرنا أو هزمنا؟! فلم يرجعوا إلى قوله، ونزلوا ولم يبق إلا هو وقليلٌ من الرماة فاستشهدوا --رضي الله عنهم.

المشركون انتهزوا الفرصة وجاؤوا من الخلف، صعدوا الجبل وجاؤوا من خلف المسلمين وهم لا يشعرون، آمنون أن ظهورهم محمية، فوقع المسلمون بين الكفار من الأمام ومن الخلف، دارت المعركة مرة ثانية وحصل على المسلمين ما حصل من القرح، وحصل من القتل بسبب غلطة، حتى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أصيب في هذه الغزوة؛ لأن العقوبة إذا جاءت تعم الصالح والطالح، حتى الرسول ناله منها ما ناله، كسرت رباعيته ، وهشم المظفر على رأسه - صلى الله عليه وسلم -وشجّت وجنته، سال منه الدم -عليه الصلاة والسلام -بسبب مخالفة خالفوا فيها أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }[آل عمران:152]

لكن الله طمأنهم قال :{وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ }[آل عمران:152]، طمأنهم على أنه لا يعاقبهم فيما بعد.

فهذا نموذج أنه إذا حصل خلل حتى من أفضل الناس أنه معرض للعقوبة، فكيف وكثيرٌ من المسلمين اليوم إنما يكتفون بالتسمي بالإسلام؟! ولا يحققونه ما يحققون الإسلام، لا يحكمون به، لا يعتقدون عقيدة الإسلام، لا ينفذون الحدود، لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فلذلك لا نستغرب أن الفتن تعصف الآن بالمسلمين ولا مخرج لهم من هذه الفتن إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_