كلمة هاتفية مع بعض الإخوة في الهند


التصنيفات
الشيخ: 
القسم العلمي: 
القسم العلمي: 
  • الشيخ: أحمد السبيعي
  • العنوان: كلمة هاتفية مع بعض الإخوة في الهند
  • المدة: 20:00 دقائق (‏4.58 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Mono 22kHz 32Kbps (CBR)
التفريغ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم، فنتكلم مباشرة، طبعًا يسرني أن نلتقي لأول مرة مع إخواني في مومبي، نسأل الله تبارك وتعالى أن يتولانا ... فنشرع ... المذاكرة ... وأحب أن نركز في الكلام.

النقطة الأولى: أن من رحمة الله -سبحانه وتعالى- كرمه وفضله و إحسانه – تبارك وتعالى- تعدد سُبل الخير، وأنّ كلَّ مسلم في أي وقت يريد أن يتقرب إلى الله -عز وجل- يمكنه ذلك، أيًا كان حاله أو مكانه أو جنسه أو لونه يعني كل إنسان يُسلِم، يستطيع أن .......فإذا أذنب وأراد أن يتوب إلى الله – تبارك وتعالى – يستطيع التقرب إلى الله – عز وجل-  وأن يحقق تقوى الله بإمكانه ذلك، وأن سُبل الخير متعددة وكثيرة ومتنوعة، فلا يفتقر المسلم إلى مال، ولا يفتقر إلى قوة، لا يفتقر إلى شيء، حتى لو فرضنا أنه أُبتُلِي في مصيبة، فالمصيبة خيرٌ له، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ، أمرُهُ كُلَّهُ له خيرٌ، إن أصابَتهُ ضَرّاء فَصَبر كان خيرَا له وإن أصابته سرّاء فشكر كان خيرًا له، وليسَ ذلك إلَّا المؤمن)) كذلك ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال بعدما ذكر أن الله -جل وعلا- يُضاعف الحسنات والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، ثم قال –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- : ((ولَا يهْلِكُ علَى اللهِ إلَّا هالِكٌ))، تُتَرجِم هذه أو أنّنا ندخل فالتي تليها؟

-نكمل محمد، طبعًا نؤجل...، نكتب إن شاء الله

النقطة الثانية أو المسألة الثانية، فيما يتعلق في الإستفادة العلمية، لأن الإنسان يتفقه في دين الله –عز وجل-، ينبغي أن يُلاحِظ المسلم في مسائل العلم ثلاثة أشياء، الأمر الأول: أن هناك قدرٌ من العلم هو واجب وفرض عين على كل مسلم يتعلمه، من هو رَبُّه –سبحانه-؟ ما حق ربه عليه؟ من هو نبيه؟ وما حق النبي –صلى الله عليه وسلم- من الإتباع والطاعة عليه؟ ما هوحقيقة دينه؟ ما هو دينه؟ ما هي الأشياء الواجبة عليه في طهارته في صلاته؟ هذا علم يجب أن يتعلمه كل مسلم،  لكن نقطة مهمة هنا أن من العلم الواجب أن يعرف الفرقان بين السُّنة والبدعة، لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- حَرَص على أن يبين لنا أن التفرق سوف يحصل، وأنه سيكون ثمّة أهواء، ثم حثنا على التمسك بمنهاج الطائفة الناجية، حتى يكون المسلم في نجاة من البدع والأهواء، حتى لو لم يكن عالمًا، توقّي البدع والأهواء والفرق الهالكة هذا خطاب الرسول –صلى الله عليه وسلم-   فيه عام  لكل المسلمين، لذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- وضع أصولًا إذا تمسك بها المسلم استطاع أن يهتدي إلى السُّنة وأن ينجو من البدع قال:(( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُم وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُوْر ))

وقال  في صفة الطائفة الناجية ((هِيَ مَا عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ اليَوْمَ وَأَصْحَابِي ))  و قال ووصفهم بالغربة ثم أيضًا علماء السنة في أصول السنة كلها بينوا مسلك يسلكه المسلم أي مسلم حتى ينجو ، منها أن لا يجلس عند من لا تُؤمَن مجالسته يعني لا يسمع لأي شخص كذلك لا يكثر من التنقيب والبحث عما لا يعني على طريقة أهل البدع والأهواء فالمقصود أنه من العلم الواجب على المسلم أن يتحرى السنة يتمسك بها وأن يحذر من البدعة هذا من العلم الواجب، يبقى هناك العلم الذي هو العلم بكتاب الله وسنة الرسول-صلى الله عليه وسلم- العلم بما أنزل الله-عز وجل-  والتفقه فيه هذا واسع جدًا بفضل الله-عز وجل- يعني من سعته أن الإمام الشافعي يقول:"  مامنا من أحد إلا وتفوت عليه سنة من سنن الرسول-صلى الله عليه وسلم- " لأن العلم واسع فهذا العلم الواسع ينهل منه المسلم فهذا من طرق وأبواب الخير والجنة، (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَلَّ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةَ )) لكن ليس طريق الجنة محصورًا في هذا، لا،  أهل الجنة هم كل مؤمن تقي صاحب سنة ، فيعني التفقه قد يحصل لبعض الناس أسبابه وفُرَصُه والآخرون قد لا يحصل لهم هذا، فلا يجب أن يَتَعنّى المسلم الذي عنده ما يُشغِلُه عن طلب العلم من الأمور الواجبة أو أنه ليس عنده أهلية لأن يدخل بشكل زائد في طلب العلم فعليه أن يدرك هذه الحقيقة ليس كل أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- علماء لكن هذا لا يعني التنزيه في العلم لأن العلم هو من أقرب ما يُقَرِب إلى الله -سبحانه وتعالى- هذه المسألة الثانية في العلم .

الثالثة: أن العلم مسائل كثيرة جدًا ومعاني،  فالمسلم قد يحتاج إلى بعض العلم الذي يناسبه يعني في حالٍ معينة وقد يكون ليس من مصلحته مثلًا الدخول في علم آخركذلك معروف في هدي السلف الصالح أنهم يُحَدِّثون بعض الناس في أشياء ولا يُحَدِّثون آخرين بهذه الأشياء،  لأنها لا تناسبهم إمّا لأن عقولهم لا تدركها على وجهها الصحيح كما قال علي-رضي الله عنه- :" حدثوا الناس بما يعقلون،  أتريدون أن يُكَذَبَ الله ورسوله " كما قال ابن مسعود:" أأنت محدثٌ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم ، وكان لبعضهم فتنة "  فهنا الشخص المعين مايدرك هذا العلم المُعَيّن لا يُخَاطَب فيه أو أن ليس له حاجة بهذا العلم المعين فالرجل الذي سأل ابن مسعود-رضي الله عنه- عن قيام  الليل ، يعني كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليل،  فقال له أرشده إلى القيام بالصلاة الخمس،  هذا لأنه رأى من حاله أنه لا يخُاطب بذلك فقوم عندهم مثلًا تفريط في الواجبات،  لا يأتي الإنسان يخاطبهم بالمستحبات،كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- أو أن هذا الشخص يعني  ليس عنده صبر على الجهاد على هذا العلم ، فالمقصود أن معرفة حال المسألة المعينة وحال الشخص المعين والمسألة نفسها وهل يحتاجها هذا الإنسان أو لا يحتاجها، مَنْ الذي يعرف ذلك؟ يعرفه العلماء، وإنّ الكتب موجودة، مع وجود الكتب الرسول-صلى الله عليه وسلم-دائمًا يرشدنا إلى أخذ العلم عن العلماء، وهذا هَدْي أهل الإسلام، فلماذا نأخذ عن العالِم وعندي كتاب أستطيع أن أقرأ وأستطيع أن أحفظ؟ لأن العَالِم في التلاميذ أو في مَنْ يأخذوا عنه كالأب في بيته، يعني كانوا يُشَبِّهُون العلماء كما يقول ربيع بن عبدالرحمن-رحمه الله-شيخ الإمام مالك:"الناس في حُجُور علمائهم كالصبيان في حُجُور آبائهم ".

فالعالِم وظيفته أنْ يُبَلِّغَ المسلم ما يحتاج إليه وما يُناسبه وأنْ يُبَلِّغَه بالطريقة التي يَحْصُل بها المقصود. ولذلك لا يزال الإحتياج لأخذ العِلْم عن العلماء مع وجود الكتب، فهذه ثلاث مسائل تتعلّق بطلب العلم،  يَحْسُن بالمسلم صاحب السُنَّة أنْ يفهمها فهمًا جيدًا.

المسألة الثالثة: أنّ الإنسان لابد فيه من نقص، ما في إنسان كامل، كما أنْ كل إنسان يُخْطئ  / كما قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-يُخطئ خطأ معصية، قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-:((كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوابون ))

كل ابن آدم خطاء، أيضًا مثل ما الإنسان يُخْطئ أو يُقَصِّر فكذلك يوجد فيه نقص، هذا النقص هل معناه أنّ هذا الإنسان يهلك؟ أو أنّ كل ناقِص هالِك ؟ لمَـَا نجا أحد إلا مَا رَحِم الله .لكن هناك نقصٌ يُغْتَفَر وهناك نقصٌ لا يُغْتَفَر، لذلك قال العلماء كما قال بعض الأئمة اليوم : "إذا كان الرجل صاحب سُنّة فلا تُبالِ بِمَ صنع " يعني بمعنى إذا كان الرجل على السُنَّة وعلى التقوى إذا وُجِدَ فيه أخوك بنقص بوجه من الوجوه فهنا يأتي التكميل يأتي المناصحة يأتي رأب الصَدْع، هكذا يكون الأمر، لكن النقص الذي لا يُغْتَفر في الإنسان هو نَقْص اتباع الهَوى ومخالفة أصول السُنّة.

إذا عُلِمَ أنّ شخصًا ما مُتَّبِعًا لهواه في أمر الدين فمثل هذا ينبغي أنْ يُنْتَبَه له، فإذا عُلِمَ أنّ هذه الصفة راسخة فيه وأنه يتَّبِع هواه فينبغي أنْ يُحْذَرَ من جهته.كذلك إذا خالف أصول السُنّة، لأن مخالفة أصول السُنّة تُخْرِجه من أهل السُنّة إلى أهل البدعة والأهواء. فإذًا هذا النوع من النقص لا إعذار فيه عند أهل السُنّة، أما عند أهل البدع في هذا الزمان، أعني الجماعات الإسلامية السياسية، فمن أهم أصولهم إعذار مَنْ لا يُعْذَر عند أهل السُنّة فيقولون مثلًا: نحن نقول عند سيد قطب عند عبدالرحمن ... عندهم أخطاء، ونُقِرُّ أنّ أخطائهم في الإعتقاد وأصول السُنة، لكن لا ينبغي أنْ يُعَامَلوا المعاملة التي تدعون الناس أنتم إلى أنْ تُعَامَل كتبهم ويُعَامَلوا هم بها. فنقول لهم أن من هدي السلف الصالح ومن أصول السنة أن هذا النوع من النقص حُكمُهُ عند الله الهجران والنكران ولا إعذار فيه بوجه من الوجوه، نأتي الى مسألة رابعة ونختم بها: ماهي الأسباب التي يمكن للمسلم أن يأخذ بها لينجو أو بعض الأسباب بعبارةٍ أدق تساعده على أن يحافظ على سنيته وأن يستقيم ويستمر ثابتاً على أمر السنة. فنذكر بعض الأسباب :

السبب الأول: الذي أُذَكِّر به أن يَفصِل المسلم صاحب السنة بين مصلحة دينه ومصلحة دنياه، هذه من الأمور المهمة، أن يفصل أمر دينه وتديّنه عن مصلحة دنياه،  لايجعل الأمرين يتداخلان بوجهٍ من الوجوه ولذلك الله-جل وعلا- يُنَبـه الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- أن يُصَرّحوا للناس تصريحاً قوليًا وهم أصلًا معصومون وهم منزهون{وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الشعراء:109] فإذا كان الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- الأغنياء عن التزكية في هذه الأبواب يأمرون أن يصرحوا للناس بذلك فمعنى هذا أن هذا الأمر مهم وأن له تأثير كبير ولذلك ينبغي في من دون الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فضلاً عن هذه الأزمان المتأخرة أن يوجد الحرص على أن الإنسان لايَكسِبُ من جهة التدين والدين مَكسبًا شخصيًا لنفسه لامن جهة الدنيا ول امن جهة أيضًا المنطق في نفوس الناس يعني يكون هذا الأمر خالص لله، أمر دنياه يدبره بنفسه وبجهاده وبعرقه وبالأسباب التي ييسرها الله -تبارك وتعالى- هذا سبب مهم. من الأسباب الأخرى أن الإنسان يجعل لنفسه أعمالًا صالحة لايعلمها إلا الله - عز وجل-.  كما جاء في بعض الأحاديث أن يجعل لنفسه خبيئة، كما جاء أيضًا في بعض الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (( تُنفِقُ يَمينه مَا لاتَعلَم شمِالُه، وتُنفِق شِماله مَا لاتَعلَم يَمينه )). فالإنسان يحاول أن تكون له أعمال صالحة بينه وبين الله -عز وجل-.وسبب آخر مهم  و هو أن الإنسان ينفتح مع إخوانه ويتَخَيّرهم ويَتَخيّر الصادقين الرجال ذوي الأخلاق والسنة،  فمثل هؤلاء يعينون جداً في هذه الأزمنة على الثبات على الحق و السنة والتعاون معهم ومد ... وأيضًا من الأسباب أن الإنسان يجاهد في سبيل الله –تبارك وتعالى-  وَيضَحِّي من أجل السنة لأن الإنسان إذا أعطى وأعطى وأعطى فإن الله يتولاه ويهديه ويثبته، وأكتفي بهذا القدر وأسال الله –تبارك وتعالى – أن يتولانا جميعًا وأن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وسلم.