كلام العلامة صالح السحيمي عن الخوارج، و بعض أفعالهم الشنيعة التي يقومون بها في بعض بلاد المسلمين


التصنيفات
القسم العلمي: 
القسم العلمي: 
  • الشيخ: صالح السحيمي
  • العنوان: كلام العلامة صالح السحيمي عن الخوارج، و بعض أفعالهم الشنيعة التي يقومون بها في بعض بلاد المسلمين
  • المدة: 9:18 دقائق (‏2.16 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Mono 22kHz 32Kbps (CBR)
التفريغ

 

(كان هذا في درس الشّيخ يوم: 12 / شوَّال / 1435هـ  بالمسجد النّبويّ)

 

السّؤال:

يقول –وفّقه الله-:

يُلاحظ أنّ الغرب قد تحرَّك أخيرًا بتهديداته يُريد أن يتدخَّل في العراق، يقول أوّلاً: كانت داعش تقتُل وتصلب والآن لمَّا بدؤوا بالنَّصارى قتل رجالهم وسبي نسائهم؛ يقول: تدخَّل الغرب؟

 

الجواب:

طِّيب؛ ما السَّبب؟! نحنُ نسأل بالمقابل: من الذي أعطى هؤلاء هذه الذَّريعة؟! أليس هُمُ التّكفيريُّون الذينَ ذبَّحوا المسلمين فضلاً عن النَّصارى؛ يذبحون كُلّ من يُخالفهم ويُذكّونهم كالشِّياه ويقتلون الصّغير والوليد والشَّيخ والمرأة من المسلمين، فمن الذي برَّر لهؤلاء الكَفَرة من الشَّرق والغرب حيث تمالؤوا على المسلمين بسبب فعل أولئك ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾،

يعني: هؤلاء التّكفيريُّونَ والخوارج هم الذين مكَّنوا لهؤلاء الكُفَّار من هذا العَمَل، بل إنَّهُم الآن في الشَّام يتعاونون مع النّصيريَّة ضدَّ أهل السُّنّة، وفي العراق وغيرها يتعاونون مع أعداء السُّنّة من الرَّافضة وغيرهم وهُم يُظهرون فيما يزعمون أنّهم أعداء لهؤلاء، ولكنَّ الذين قُتلوا من أهل السُّنّة بأيدي هؤلاء أكثر من الذين قتلت الرافضة في العراق، فالكُلُّ على مذهبٍ فاسدٍ سواء الرَّافضة أو الخوارج أيًّا كانت نِحْلتهم وأيًّا كانت مُسمّياتهم؛ لا شكَّ أنّهم كلّهم على ضلالٍ وكُلّهم مارقون من الدِّين ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً﴾.

 

أقول: منِ الذي مكَّن لهُم؟! مكَّن لهم أصحاب الفتاوى الضَّالَّة الذين ضيَّعوا شبابنا خلف السَّراب وأعطوهم صكوك الغُفران مثل صكوك النَّصارى مثل صكوك القساوسة أنّهم إذا فجَّروا في المكان الفلاني مُباشرةً تتلقَّفُهم الحور العين!

 

والعجيب: أنَّك لا تسمع منهُم كلمة "إعلاء كلمة الله" ! ولا "نصر الدِّين" ! إنَّما كُلّ تغنِّيهم وأناشيدهم وأهازيجهم وصياحهم الذي يُردِّدون كله فقط محصور في الحور العين!

لا شكَّ أنَّ من نعيم الجنَّة الحور العين، وهذا حقٌّ ينشده كلُّ مسلم، لكن قصرُ الأمور عليهِ هذا جهلٌ.

 

أحدُ الذينَ قابلناهم في لجنة المُناصحة سألتُهُ سؤالا عارضًا: هل أنت مُتزوِّج؟ قال: والله ما كان بيني وبين الزَّواج إلاَّ لحظة واحدةً فحُرِمت منها!

قلت: ما هيَ؛ فسِّر؟

قال: كُنت سآخذ الحور العين بدلاً من الحور الطِّين! ولكن حرموني لمَّا اعتقلوني.

قُلتُ: احْمَد ربَّك أنّهم اعتقلوك ومنعوك بأن تكون قاتلاً أو مقتولاً أو مُعتديًا أو مقضيًّا عليكَ، فاحمد الله –عزَّ وجلَّ- الذي أنقذك من أن تقتل المُسلِمين باسم الجهاد المُزيَّف؛ الدَّجل الذي ليس بجهادٍ وإنَّما هُوَ إفسادٌ في الدِّين.

فانظروا إلى هؤلاء.

 

يعني: بالأمس قتلوا 150 دُفعةً واحدةً من أهل السُّنّة في العراق؛ هؤلاء الخوارج! وناهيكَ عن الطَّريقة البشعة التي يقتلونَ بها.

 

قبل أيّامٍ قتلوا خمسة! (كلمة لم أفهمها) ما شاء الله عندهم ورع! يُلقِّنونهم الشَّهادة ثُمَّ يقتلونهم! طيِّب؛ من أين أتيتم بهذا؟! إذا لقّنته الشَّهادة وتشهَّد؛ حتَّى على اصطلاحكم: ما دام تشهّد ودخل في الإسلام إذًا لماذا تقتله؟! لماذا تقتله؟! قالوا: نحن نُريد أن تموت على الإسلام! ويتشهَّد وهُم يُذكّونه بالسكين!

 

هؤلاء وحوشٌ، بل إنّهم يبدو -والله أعلم- أنهم مُسيَّرون من قِبَل الكُفَّار سواء شعروا بذلك أم لم يشعروا.

 

امرأة أمس تُنادي: يا شيخنا البغدادي الحقنا! أولادنا ذهبوا أولادنا في السجون! أولادنا! امرأة! عايشة في نِعْمَة وعايشة في سِتر وعايشة في بلد الأمان وبلد السِّتر وتُريد أن تلتحق بهؤلاء الأوغاد! وتُناديهم عبر مواقع التّويتر! تُريدهم أن أن يُنقذوها من بلد الإسلام لتكون تحت حُكم أولئك المارقين من دينِ اللهِ –عزّ وجلّ-!

 

فانتبهوا، انتبهوا، المُسلِم ليس بالخِبّ ولاَ الخِبّ يخدعه، ارجع إلى العلماء الرّبانِيِّين اسألهم عن هذه القضايا.

إيَّاك أخي الشَّابّ أن تنخدع.

 

والله يا إخوان؛ أيضًا في المناصحة أذكر لكم شيئًا مرَّ عليَّ:

أحد العائدين من بلاد الفِتَن الذينَ منَّ الله عليهم بالبصيرة وتنبّهوا وتذكّروا ذكر لنا أمرًا عجيبًا يقول: هناك عصابةٌ لها ثلاثة رؤساء؛ رئيس هنا عندنا يُجيِّشهم؛ ورئيس في الشَّام؛ ورئيس في تركيا، هذه العصابة؛ يقول قالوا لي: ماذا عندك من النّقود -لمّا بايعهم وذهب معهم-؟ يقول: بعتُ سيّارتي بـ 20 ألف، فقالوا: طيِّب؛ هذه خمسة تُبقيها معك لتتصرّف بها في السّفر و15 تدفعها للزّبون الذي هنا في الدَّاخل ليوصلها إلى الزّبائن الآخرين؛ يقول: من أجل أن نشتري لك بها سلاحًا تُقاتل به.

يقول: فلمّا وصلتُ هناك ما وجدتُّ جهادًا؛ وجدتُّ أُناسًا يتقاتلون! قالوا لي: اذهب إلى هذا المكان وفجّر فيه! طيِّب؛ هذا المكان –حتّى- يقول: إنّه بلد سُنَّة! يعني: بلد ناس من أهل السُّنّة!

يقول: فلمّا ناقشتهم همس لي واحدٌ ممّن غُلِب على أمره وهو يُريد الرّجوع -ذاهب من هنا وغُرِّر به- وقال: لا تُعارضهم يقتلوك يُصفّوك؛ إن استطعت أن تتسلَّل وتعود إلى بلدك فافعل وأنا جالس أحاول؛ لكن يقول: لي شهرين ما استطعت لأنِّي هُدِّدت إن تحرّكتُ من هنا فمصيري القتل.

 

فيا إخوان: هذه أشياءٌ مُتكرِّرة فاحذروا وتنبّهوا، حذّروا أولادكم من الاستماع إلى هذه الفتاوى الضَّالَّة التي يُطلقها أولئك الضّالُّون، ومُروهم بالرّجوع إلى العلماء الرّبانيّين الذين ينفون عنك كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.اهـ (1)

 

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة

20 / شوَّال / 1435هـ