السؤال:
يسأل ويقول: نسمع في هذه الأيام ترديد أن الإسلام ضمن حرية الاعتقاد، ويستدلون بقوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ ]البقرة:256[، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
هذا كذب على الله –عزّ وجل-، الإسلام لم يأتي بحرية الاعتقاد، الإسلام جاء بمنع الشرك، والكفر، وقتال المشركين، فلو كان جاء بحرية الاعتقاد؛ لما احتاج الناس إلى بعثة الرسل، ونزول الكتب، وما احتاج الناس إلى جهاد، وقتال في سبيل الله.
(إذًا) كلٌ على هواه، كلٌ حر، لا، الله -جل وعلا- يقول: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ ]الذاريات:56[، ما قال كلٌ يتبع هواه قال: ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ﴾ ]الأنفال:39[.
فالذي يأبى أن يعبد الله؛ يُقاتَل، ولا يُترك حتى يرجع إلى الدين، أو يُقتل، ما جاء بحرية الأديان الكافرة، والملحدة، هذا كذب على الله -سبحانه وتعالى-، وإلاّ لماذا يبعث الله الرسل، وينزل الكتب، ويشرع الجهاد، ويوجب الحدود والعقوبات؟ إلا لأجل حماية الناس من العقائد الباطلة، والآراء الفاسدة، لحمايتهم، لأنهم عباد الله، فلابد أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، أو يتخذ معهم الهجرة الرّادعة الذي شرعه الله –سبحانه وتعالى-، وأما قوله تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ ليس معناه حرية الرأي، معناه إننا لا نقدر إننا نجبر أحد أن يدخل الدين في قلبه، هذا لا يقدر عليه إلا الله، ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾ ]القصص:56[، فهداية القلوب بيد الله، ما تحصل بالإكراه، وإنما تحصل بالاختيار، لكن نحن نجاهد الكفار والمشركين، أمرنا الله بذلك، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، نبين للناس، لا نقول لا إكراه في الدين، نحن لا نكره الناس على الدين، ولكننا نبين لهم الدين، ونعاقب من ترك هذا الدين، أما إنه يهتدي بقلبه، فهذا ملك الله، لا يقدر عليه إلا الله -سبحانه وتعالى-، هذا معنى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾، مثل قول: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ﴾، والذي قال: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾، قال: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ﴾، فلماذا تأخذ آية، وتترك الآية الأخرى؟