السؤال: فضيلة الشيخ، غفر الله لنا ولكم، قام أحد الإخوة بإلقاء كلمة عن الغيبة وحذر من الغيبة، وحذر مما يقوم به محمد المسعري من هذه النشرات الباطلة، فقام أحد الناس ورد عليه وقال: فعلك هذا غيبة لهذا الشخص، فهل هذا صحيح؟
ثم هل صحيح ما ذكر عنكم من أن هذا الشخص المسعري ليس له عرض وليس له دين، وقد نقل ذلك إلينا فنرجو التثبت من هذا؟
الجواب: أما من حذر من الغيبة ومن نشرات الرجل الذي ذكرته فلا شك أنه محق، والغيبة النهي فيها موجود في كتاب الله: { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ } [الحجرات:12]
فهو على حق، وأما من قال له: إن ذكرك هذا الرجل الذي ينشرها من الغيبة أيضًا، فنقول له: إن ذكر ذلك ليس من الغيبة بل هو من النصيحة، وذكر الإنسان بما يكره نصحاً للمسلمين من النصيحة والخير، أليس النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاءته فاطمة بنت قيس تستشيره تقول: إنه خطبها معاوية، وأبو جهم، وأسامة بن زيد، أليس قد قال لها - عليه الصلاة والسلام- : (( أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فضراب للنساء، أنكحي أسامة ))؟ فذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -الرجلين بما يكرهان بلا شك لكن لأيش؟ لأي شيء؟ نصيحة.
فإذا كان ذكرنا هذا الرجل الذي يثير الفتنة بين الناس، وينشر معايب العلماء، ومعايب ولاة الأمور، إذا كان ذكرنا له على سبيل النصيحة وتحذير الناس منه؛ فهذا خير، وهو مما يتقرب به العبد إلى ربه، والناهي عن ذلك أي عن التحذير من هذا الرجل ناهي عن الخير، وناهياً عن النصيحة، وأنا أرى: أن يترك هذا الرجل، وألا يكون مثاراً للجدل بين الشباب وبين الناس، وكما قيل في المثل: (إذا جاءك البئر بريح فأيش؟ فسده تستريح).
ولا ينفع أن يكون مثال الجدل هذا فيما أظن أنه إذا لم تحصل الكلمات الكثيرة فيه ستنطفئ ناره، وهي تنطفئ بإذن الله، كما قلنا فيما سبق: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾} [الأنعام:21] { إِنَّ اللَّـهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ }[يونس:81]
السائل: .... كلها مزاعم ويوزعون هذه الأمور في المساجد.
الشيخ: على كل حال سيلقون جزاءهم.