السؤال:
لدينا مجموعة نِسوة في جدة؛ من أتباع الحُجوري وعبدالله صَوّان، ويَنشُرن بين النّساء، وذكرتْ شيخنا عِدةِ أقوال؛ لعلّنا نختار منها بَعضَها ثمّ البعض الآخر نطرحها في لقاءٍ آخر بارك الله فيكم، مِن هذه الأقوال:
أنّكم -حفِظكم الله-:
o تُبيحون التّلفاز مُطلقًا
o وأنّكم تُجيزون الإنتِخابات
o وكشف الوجه
o والإختلاط
الجواب:
بادِىء ذي بدءْ، كُل مَن تلوَّث بالبدعة يُصيبه ما يُصيبه مِن الحقدِ على أهل السُّنة، بقدرِ تلوُّثهِ، ومِن صورِ هذه الحقد الكذب، وقلبِ الحقائق، لبسًا للحقِّ بالباطِل، وتحريفًا للكلامِ عن مواضِعهِ، فهذه كُلّها كذِبٌ علينا.
o فأولًا التِّلفاز: أنا أقول مَن عُفِيَ مِن اقتِنائهِ، واستطاع إلى ذلك، فحبّذا وحبّذا وحبّذا بَلْ ألفُ حبّذا، فليحمدِ الله على هذه الحال، وثانيًا مَن ابتُليَ بهِ فلابُدّ له مِن اقتِنائهِ؛ لأسباب:
· أولًا: كُلُّ المجتمع الذي حولَهُ عندهُم أجهزة تلفاز.
· ثانيًا: إذا لم يأتِ به في بيتهِ؛ تفلّت أولادهُ في المقاهي، والشّوارع، وتسكّعوا في بيوتِ النّاس، وقد ينالُهم ما ينالُهم مِن ذي حالة والأذى، فهذه بَليّة، فعليهِ في هذه الحال حُسنِ التَوجيهِ، وتنبيهِ أهلهِ وأولادهِ إلى ما يُعرَض مِن مقاصِد، ويُحذِّرُهم منها ويَشُدُّ عليهِم، ويوجّهِهُم إلى استخدامهِ فيما هو نافع؛ مِن المُحاضرات، والأحاديث الصحيحة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والبرامِج الدّينيّة الأخرى، فهذا قَيدٌ أنا أُقيِّدُ بهِ فتواي في التلفاز، ومَن أَكْثَرَ مُجالستي يَعرِفْ هذا عنّي.
o النقطة الثانية الانتِخابات:
· أولًا أنا لي سلف، فلمْ أكُن بِدعًا مِن القائِلينَ في الإنتخابات والمُتكلِّمين فيها، مع أنّ عبد العزيز بن يحى البُرَعِي اليمني هو يعلمُ أنّ لي سلف، ردَّ عليّ، فقام الدّنيا ولم يُقعِدها، والحُجوري يَنشُر ما يَنشُر مِن البِدع، وقَولَ الكذب في حقِّ الصحابة ولمْ يُحرِّك ساكِنًا، هو وآخرون، وفَتوايَ
معروفة مُقيَّدة وليست مُطلقة، فمنِ ادّعى أنّي أُبيحُ الإنتِخابات إباحةً مُطلقة فقد كذب وافترى، والدّليلُ على ذلك ما هو منشور وموجود في هذا الموقِع؛ موقع ميراث الأنبياء، مُقيَّدة ولله الحمد بقُيود.
ü فأولًا: أنا لي سلف ومنهم الشيخ عبد العزيز بن باز-رحمه الله-، والشيخ محمّد بن عثيمين-رحمه الله-وآخرون.
ü وثانيًا: قيَّدت ولا شكّ أنّي على من سَبقَني من أهل العِلم في هذا الباب وغَيرِه.
o الثالِث كَشف الوجْه:
وهذه كِذبة ثالثة، وافتِراءٌ ثالث، أنا لمْ أقل بِكشف الوجه، أنا ما علمته خاطِئة، بأنه يَجبُ على المرأة سَترُها وَجهَها عنْ نَظر الأجانِب إِليْها، فلا تَكشِف إلّا عِند زوجِها ومحارِمها وهذا أمر معروف، وأقول بِقول من قالَ الحُرّة كلها عَورة إلَّا وجهها وكَفَيْها في الصَّلاة، وأقيّد إذا أَمِنَتْ نَظَر الأجانِب إليْها، أي في المسجِد الحرام وهو زِحام كَثير في أيّام الحج بين الرّجال والنِّساء، فمن كَشفتْ وَجْهها في المسجِد الحرام لأجل الصَّلاة سَتُعرِّض نَفْسها لِنَظَر الأجانِب إليْها، فَلم أقُل بِإباحة مطلَقة أبدًا، ومنْ جالَسني يَعرفُ هذا عنّي.
o الرابِع الإختلاط:
الاختِلاط كذلِك هذه الفِدية الرابِعة، فأنا الذي أُكرِره في الأسئلة التابعة للدُروس وغَيره تَحريم الإختِلاط مع من يُعتَد بِقوله، مع إجماع منْ يُعتدُّ بِقوله في هذا العصر ومنهُم؛ لجنة الإفتاء الموقَّرة بِرئاسَة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله-، والعضوية الدّاخلية؛ ومنْهم الشيخ فوزان –حفظه الله– ولم أخالِفه وإنَّما أقول:
· أولًا: يَجب على الجهات المسؤولة في التَّعليم أن تَفصِل الجِنسيْن، فَتَجعل مدارِس للطالِبات مُنفصلة عن مَدارس الطُّلاب، إذا لم يُمكن يُجعل دوامات، فالدَّوام الصَّباحي للطالِبات، والمسائي للطُّلاب، وإذا لم يُمكن ذلِك ولابدَّ من جَمع الجنسيْن في فَصلٍ واحِد فيجِب على الجِّهة المسؤولة أن تَجعل لِكل جِنسٍ بوّابَةٌ خاصَةٌ بِه، يدخُل منها ويخرج منها مع الفصل في الساحَة، فيكون للرِّجال ساحة خاصَة في الفُسحِ والإستِراحات يَجلسونَ فيها معزولين عن النِّساء، والطالِبة يَجب أن تَكون بِحشْمتِها إذا دخلت الفصل، فلا يُسمح للسّافِرة والمتَبرجَّة ولا المتَزيِّنة ثم يُجعلنَّ متَأخِّرات، ويُجعلن بيْن الجِنسيْن فاصِل، بِحيث تتمكَن الطالِبة من رُؤيَة اللوحة والتي تُسمى السّبورة وما يَكتُبه المدرِّس عليْها، ولا يَتمكن الطُّلاب من النَّظر إليْهن، وها هنا سؤال دائِمًا يُعرَض وهو؛ هل يَجوز التَّدريس في المدارِس المختَلطة ؟ نقولُ لا يَجوزُ للنِّساء أبدًا، لا يجوزُ للمُعلِّمة أن تعملَ في المدارِس المُختلِطة، وإن عمِلت فراتِبُها من الكسب الحرام، الذي لا يَقبلُ اللهُ منهُ صدقة، وإذا قال قائل: من يُدرِّس إذًا؟ نقول يُعلِّم الرِّجال الذين يَظهرُ منهُم الصَّلاح والتُّقى، حتَّى يُعلِّموا أبناء المسلمين وبناتهم التَّديُّن المبني على الإخلاصِ لله، والمُتابعةِ
لرسولِهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - هذا خُلاصة ما نُفتي به في هذه الأمور، وقد جمعتُ ما كان مُتفرِّقًا، وقد يكون زِدتُ زيادة يقتضيها المقام.