يزعم البعض أن تحذير السلف من القصاص قصدوا به التحذير ممن كان يعظ الناس بالأحاديث المكذوبة والقصص المختلقة،ولا يدخل فيه ما يفعله وعاظ عصرنا لأنهم يعظون الناس بما صحَّ من الأحاديث وبما يسمونه بالقصص الواقعي زعموا،وإن كانوا يعقدون مجالس والمحاضرات للقصص،جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
الظاهر أن المقصود من قُصِد به السؤال لا يفهم القصَّ ولا يعقله،فإن القصَّ قاعدة متفق عليها بين من ينتهج هذا المسلك من لدن الصَّحابة الذين كانوا يمقتون القصاصين ويحذرون منهم إلی اليوم،فإن القصاص لا يعتمد اعتمادا كليا علی الآيات والأحاديث الصحيحة،فلابد أن يخلط مع الآيات والأحاديث ما يسمونه بالقصص الواقعي وهذا ليس من الوعظ في شيء،بل من القصص ما هو تشهيرٌ بالناس وإشاعة للمنكرات،ويكفي به مقتا أنه ابتدع في الوعظ ما لم يكن في عهد رسول الله-صلی الله عليه وسلم-ومن بعدهم من الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من أهل الإيمان والإمامة في الدين.
الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-.