مكانة العلماء و حقهم على الأمة - الشيخ عبد العزيز بن باز


التصنيفات
القسم العلمي: 
  • الشيخ: الشيخ عبد العزيز بن باز
  • العنوان: مكانة العلماء و حقهم على الأمة
  • المدة: 5:04 دقائق (‏2.35 م.بايت)
  • التنسيق: MP3 Stereo 44kHz 64Kbps (CBR)
التفريغ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله والصَّلاة والسَّلام على رسولِه ومصطفاه، أمَّا بعد:

أيُّها الإخوةُ الكِرام يسُر تسجيلات الآثار الإسلاميَّة بِجدة أن تُقدِّم لكم هذِه المحاضَرة القيِّمة لسماحةِ الشيخ (عبدِ العزيز بن باز)؛ الرَّئيس العام لإدارات البُّحوث العِّلمية والإفتاء والدعوةِ والإرشاد، والتَّي عنوانُها [مكانَةُ العُّلماء وحقُّهم على الأمَّة]، وكانت هذِه المحاضَرة مساءَ يومِ الأحد، الثالثِ والعشْرين من شهْر ذي الحجَّة لعام عشرَة وأربعْمئَةٍ وألف، وقدْ تكلَّم سماحتُه في هذِه المحاضَرة عن أهمِّية النَّصيحة، وضرورةِ التَّفقه في الدِّين، وعن الحِكمةِ في خلقِ الجِّن والإنس وإرسالِ الرُّسل، كما أجابَ فضيلتُه على بعضِ الأسئِلة التَّي تيسَّر طرحُها من كمٍّ هائِلٍ من الأسئِلة، نسألُ الله تعالى أن ينفعَ بهذِه المحاضَرة، إنَّه وليُّ ذلِك والقادِرُ عليه، وآخِرُ دعوانا أنْ الحمدُ لله ربِّ العالَمين.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والعاقِبةُ للمتَّقين، والصَّلاةُ والسَّلام على عَبدِه ورسولِه وصفْوتِه من خَلقِه، وخَليلِه وأمينِه على وحْيِه نبيِّنا وإمامِنا وسَيِّدنا محمد بن عبدِالله وعلى آلِه وأصحابِه ومن سَلكَ سبيلِه واهْتدى بِهُداه إلى يَومِ الدِّين أمَّا بعد:

فإني أشْكُر الله – جلا وعلا – على هذا اللِّقاء لإخواني في الله للتَّناصُح وتواصُلْ الحَّق، والتَّعاون على البِّر والتَّقوى، ولاشكَّ أن ذلِك مما يُحِبُّه الله ويَرضاه، وقدْ أمرَ الله بِه – عزَّ وجل – وشَرعَ لِعبادِه حيثُ قالَ سبحانَه ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: ٢] وقال – عزَّ وجل – }وَالْعَصْرِ ﴿١ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣ [سورة العصر]{، أخْبر سبْحانَهُ أنَّ أهلَ الإيمان من عملِ الصَّالِح يتواصوْن بالحَّق، ويتواصوْن بالصَّبر، وهذِه العَّناصِر الأربعة هي عناصِر السَّعادة، والرِّزق، الإيمانُ الصَّادِق بالله ورسولِه وبكلِّ ما أخبَر الله بِه ورَسولِه، والعَمل الصَّالِح وهو أداء ماشَرعه الله وإيمانه ورضى عنه، والثَّالث التَّواصي بالحَّق، والرَّابِع التَّواصي بالصَّبر، هذِه الأصولُ الأربَعة هي أصولُ السَّعادة، وأصولِ الرِّبح والنَّجاة والعاقِبة الحَّميدة، وفي صَحيحِ مُسْلِم عن أبي رُقيّة بن أوس الدَّاري صحابيٌّ جليلٌ – رضي الله عنه –، عن النَّبي – صلى الله عليه وسلم – أنَّه قال: ((الدِّين النصيحة))، وفي رِوايةِ أبي داود وغَيرِه كررها ثلاث ((قيلَ لمن يارسولُ الله قال: لله ولِكتابِه ولِرسولِه ولأئمَّة المسلِمين وعامَّتهم)) فأخبر المصطفى عليه – الصلاةُ والسَّلام – أن الدِّين النصيحَة، فالمعنى أن النَّصيحة خصص منه نبيُّه من الدِّين، ولهذا قال الدِّين نصيحَة، كما قال: ((الحجُّ عرَفة))، ((الأعمالُ بالنِّيات)) والمعنى أن النَّصيحة من أعظَم مُهِمّات الدِّين وإبداء الخَير لأخيه، ودلاتهُ عليه، ودَعوتُه إليه، وإرشادُه إليه، وأمرُه بِه، وتَحريمُه من رِجْزه.