السؤال:
يقول: سماحة الشيخ، كثر الحديث عندنا في ليبيا وفي دول المغرب العربي حول الشيخ ربيع المدخلي، وهناك من يعتبر رسائل الشيخ بأنها من أفضل الرسائل في هذا العصر، والتي لا مجاملة فيها، لكن هناك من يعتبره بأنه من أهل البدع والتكفير، نريد من سماحة الشيخ أن يعلق على هذا الأمر.
جزاكم الله خيراً
الجواب:
يمكن أن الله كتب للشيخ ربيع منزلة في الجنة عالية ولم يؤد العمل الذي يكفيها، فجعل هؤلاء الناس يقعون فيه؛ ليرفع الله درجته ولتنحط درجاتهم بذلك، والرجل لا شك في سلامة عقيدته وصفائها، والعصمة، لا يعصم أحد بعد الأنبياء ، لا أحد معصوم بعد الأنبياء، ولكن الرجل في عقيدته الذي أعرف عنه أنه سليم المعتقد، والإنسان إذا أخطأ، كما يقول الشاعر:
فمن ذا الذي تُرضى سجاياه كلها *** كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
ثم هؤلاء الشباب الذين يتحدثون عن مثله، هل كانوا في منزلة عالية من التقى والضبط والإتقان والمعرفة؟!
ينبغي للإنسان أن يشتغل بنفسه، وما كان أهل العلم يحرصون على تتبع هفوات العلماء إذا كان لهم هفوات.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة صغيرة هامة سماها (( رفع الملام عن الأئمة الأعلام )) يعني: لو أخطأ أي عالم، كهؤلاء الذين يذهبون يخطئون ابن حجر الحافظ أو النووي، ليس أحد من الناس كلامه كله حق سوى محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكما قال مالك -رضي الله عنه-: كلٌّ يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر " يشير إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ينبغي على هؤلاء الشباب من ليبيا، أو المغرب، أو البلاد هذه أن يتقوا الله في أنفسهم، ويتجنبوا الوقوع في أعراض الناس، و في أعراض طلبة العلم، و في أعراض أهل العلم، ثم ينبغي لكل واحد منهم أن ينظر في تعامله مع الناس، وتعامله مع عبادة ربه، وليتفقد (ما قد يكون عنده من عيوب وسيجد عيوباً، وليسعى لإصلاح نفسه، فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه، والله المستعان.اهــ) ((( ما بين القوسين غير موجود بالمادة الصوتية )))